من هذا المؤلف

استعادَ العالمُ اهتمامَه بغزة منذ بدأ الفلسطينيون المسجونون هناك لأكثر من عقد من الزمان "مسيرةَ العودة الكبرى" السلمية في 30 آذار/مارس، مخاطرين بحياتهم وفقدان أطرافهم احتجاجًا على انتهاكات حقوقهم الإنسانية. قتلت إسرائيلُ ما يزيد على 40 محتجًا وجرحت الآلاف، كثيرٌ منهم جراحه خطيرة. غير أن الفلسطينيين في غزة نجحوا في إثارة السببِ الجذري للصراع، وأجبروا الخطاب على تجاوز احتلال الأرض الفلسطينية في 1967 إلى تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم وطردهم من ديارهم لإفساح المجال لإقامة دولة إسرائيل في 1948.
قد تبدو المصالحة المعلنة بين فتح وحماس في 12 تشرين الأول/أكتوبر كأنها اختراق، ولكن ثمة أسئلة كثيرة لا تزال قائمة. إنّ أي تقدم على صعيد جَسر الهوة بين الجانبين هو تطورٌ يرحب به أهل غزة الذين ما انفكوا يعانون حصارًا إسرائيليًا وحشيًا منذ 2007 ومن السلطة الفلسطينية التي أقرَّت مؤخرًا تخفيضات جائرة على رواتبهم وكمية الكهرباء المحولة إليهم، غير أن التقارب بين حماس وفتح – إنْ حدَث وهو ناقص – ستكون له آثارٌ بعيدة المدى أكثر تدميرًا ممّا يكابده الفلسطينيون في الوقت الحاضر.
Al-Shabaka Khalil Shaheen
خليل شاهين· 18 أكتوبر 2017
يتجلى غياب القيادة الوطنية الفلسطينية الحقَّة بشدة في الأزمة الراهنة. فمن المسلَّم به عمومًا أن انتفاضةَ الشباب الحالية في وجه الاحتلال العسكري الإسرائيلي المطوَّل ونكران الحقوق الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة وداخل إسرائيل تفتقرُ كثيرًا إلى القيادة. فما هو دور الأحزاب السياسية في انتفاضة الشباب بالنظر إلى استحكامها في الجسم السياسي الفلسطيني رغم انقساماتها وضعفها؟