شهدت الأشهر القليلة الماضية توقعات توحي بأن القيادات السياسية الفلسطينية، فتح وحماس، قد تتوصل أخيراً الى اتفاق مصالحة. على الرغم من أن الطرفين قد تفاوضا حول عدة اتفاقيات منذ عام 2005، الا انه لم يتم تنفيذ أي من تلك الاتفاقيات. قد يعتبر عدم رغبة فتح وحماس التوصل الى اتفاق وحدة وطنية اكبر برهان على فشل الحركة الوطنية الفلسطينية في تحقيق أهدافها. واذ يصادف هذا العام الذكرى 65 للنكبة والذكرى 20 لاتفاقيات أوسلو، الا ان هذا الخلاف المستمر بين الطرفين يسلط الضوء حول قضية ملحة الا وهي: من يمثل الشعب الفلسطيني اليوم؟
إقرأ المزيدآراء ومقالات
في خضم المماحكات السياسية وتصغير القضية الفلسطينية الى قضية إحسان يقوم به الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتقديم الأهداف النضالية التحررية الى قضية إعلان استقلال، أو دولة غير عضو في الأمم المتحدة قبل تحقيق حق العودة، وحصر هذا «الإنجاز» لصالح 1/3 الشعب الفلسطيني، يضيع الكثير من أبجديات العمل التحرري والأهداف النضالية.
وفي ظل غياب أي أفق سياسي يعطي أملاً للشعب الفلسطيني بإمكانية التخلص من إسقاطات اتفاقيات أوسلو التي تم رفضها وبشكل واضح في انتخابات 2006، وسقوط البديل الذي تم التصويت له في فخ الجدل البيزنطي الأوسلوي حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 67، يتعيّن على المخلصين من المثقفين والناشطين السياسيين عدم الوقوع في مستنقع ما يردد وعلى نحو ببغاوي روبوتي عن «إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى قراهم ومدنهم التي هُجّروا منها عام 48»!
إقرأ المزيدحذّرت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً ولمرّةٍ جديدة بأن أي تحركٍ تقوم به منظمة التحرير الفلسطينية لتحسين وضعها في الأمم المتحدة سيشكل خطراً على استمرار المساعدات المالية الأمريكية للسلطة الفلسطينية إضافة إلى عواقب أخرى. ومن المحتمل أن ذاك اليوم ليس بالبعيد؛ إذ يخطط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة بترقية فلسطين لعضوية دولة مراقبة غير عضو نهاية الشهر الحالي. ولكن هل قطع الولايات المتحدة لمساعداتها المالية هو بالأمر السيء؟ إذ تشكك العديد من الأصوات بجدوى المساعدات الدولية المالية المقدمة للفلسطينيين الذين يرزحون تحت نير الاحتلال الاسرائيلي، ويطالب بعضهم بمقاطعة كاملة "لصناعة المساعدات".
إقرأ المزيدحذرت وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً (مرة ثانية) من أن أي خطوة تخطوها منظمة التحرير الفلسطينية بهدف تعزيز وضعها لدى الأمم المتحدة، والتي ستفضي، من بين أمور أخرى، إلى تعريض المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية للخطر.
وربما لا يكون ذلك اليوم بعيداً؛ إذ يخطط رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة ترفيع مكانة منظمة التحرير الفلسطينية إلى مرتبة دولة غير عضو في وقت لاحق من الشهر الحالي. لكن، هل يعد قطع المساعدات الأميركية شيئاً بالغ السوء؟ تشكك المزيد من الأصوات سلفاً بالمساعدات الدولية التي تقدم للفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاحتلال الإسرائيلي، حتى ذهب البعض من هذه الأصوات إلى حد الدعوة إلى مقاطعة كاملة للمساعدات.
إقرأ المزيد
فكرت كثيراً ,بل أكثر من المعتاد , قبل كتابة هذه المقالة . و للأمانة، فإن الفكرة كانت قد بدأت يوم احياء ذكرى النكبة 15-5 حيث تم دعوتنا كنشطاء, وكجزء من هذا الشعب المحاصر في قطاع غزة والذي ذنبه الوحيد أنه لم يولد لأمهات يهوديات ، لنشارك في هذه الفعاليات المخطط لها لتخليد ذكرى الذين ذهبوا ،والذين سيذهبون, في حرب الإبادة الجماعية و التطهير العرقي المتواصل منذ عام 48 حتى يومنا هذا.وكان المخطط له أن يتم التجمع أمام محطة حمودة في شمال القطاع التي تبعد 3 كم عن حاجز ايرز/بيت حانون. وفي حدود علمي فإن التنسيق كان قد تم مع فصائل العمل الوطني والاسلامي على أن تبدأ الفعاليات في تمام الساعة 11 صباحاً، وكنت أتوقع تجييش مئات الآلاف لسببين رئيسيين اولهما : أن هذه هي المرة الأولى التي يتم تخليد ذكرى النكبة في ظل الربيع الثوري. والسبب الثاني هو أنني رأيت بأم عيني قدرة فصائلنا الوطنية والإسلامية على حشد الجماهير في ذكرى تأسيسها .
إقرأ المزيديا أبي, اخوتي لا يحبونني !
لا يريدونني بينهم يا أَبي.
يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ
يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني!
...
فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي،
ولماذا أَنا؟
محمود درويش
عندما تم الاعلان عن فتح معبر رفح بشكل دائم من قبل السلطات المصرية, فرح سكان قطاع غزة المحاصر لأن الخبر يعني الكثير لهم في مواجهة حصار اعتبر من قبل الغالبية الساحقة من مؤسسات حقوق الانسان الأطول في التاريخ المعاصر, حصار قال المقرر العام للامم المتحدة في الأراضي المحتلة ريشارد فولك أنه (مقدمة لابادة جماعية) و أنه مخالف للقانون الدولي و(جريمة ضد الانسانية) لأنه شكل من أشكال (العقوبات الجماعية!) كما أن المؤرخ و الناشط التقدمي الان بابيه أسماه (ابادة جماعية بطيئة!)
إقرأ المزيد
يتسم الاضطهاد الاسرائيلي ضد السكان الأصليين في فلسطين بتعدد الأدوات القمعية بسبب كونه اضطهادا مركبا يقوم على أساس أنه احتلال عسكري مباشر للضفة الغربية, حصار قروسطي بنزعة ابادية لقطاع غزة, و نظام أبارتهيد-تفرقة عنصرية ضد فلسطيني48. هذا بالاضافة لكونه استعمارا استيطانيا قام, كأي استعمار كولونيالي, اما على الابادة الجماعية للسكان الأصليين, او التطهير العرقي الممنهج, كما حصل عام 1948.
ان الأثر السيكولوجي الذي يتركه هكذا اضطهاد مركب, بسبب عقدة أضطهاد تاريخية مورست ضد جزء كبير من مكوناته السكانية في مكان اخر خارج فلسطين, على سكان الأرض الأصليين يتميز بعنف داخلي يمارس من قبل نخب محلية. فكما كانت قيادات المعازل العرقية السوداء في جنوب أفريقيا , و حكومة فيشي الفرنسية تحت الاحتلال النازي, و الحكومة المحلية في الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي, باستخدام وسائل قمعية ضد أبناء جلدتهم, فاننا في فلسطين, و على الرغم من (تميزنا) فاننا لم نسلم من هذه المصيدة القمعية, مصيدة بدأت تجلياتها تأخذ بعدا و اضحا ( و مبررا!) منذ عام 1993 لأسباب عديدة منها تصنيم فكرة الاستقلال و الاستعداد لتقديم (تنازلات مؤلمة!) كى نتمكن من تحقيق (الحلم الفلسطيني) الذي صغر ليصبح (اقامة دولة مستفلة على حدود 1967), و رفع العلم الفلسطيني , و عزف النشيد الوطني, مع التخلى (بدون ذكر ذلك) عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين, المكفول شرعيا, و غير المستساغ دوليا!
إقرأ المزيد
إن انضمـام حركـة حمـاس إلـى السـلطة الفلسطينية التي تدعمها الولايات المتحدة ويقودها محمـود عبـاس، جعلهـا تخاطـر بالتنكـر لدورهـا كحركـة مقاومة، من دون اكتسـاب أي نفوذ إضافي بوسـعه أن يسـاعد الفلسـطينيين فـي التحـرر من الاحتلال الإسرائيلي والحكم الاستعماري. وفـي الواقـع، قـد تكـون حركـة حماس سـائرة، َّ عن علـم أو من دون علم، على الدرب اجملرب نفسـه الـذي سـارته حركـة فتـح بزعامـة عبـاس، وهـو ِ الالتـزام بالانخـراط فـي «عملية ٍ سـلام» تتحكم بها الولايـات المتحـدة ولا يملك الفلسـطينيون أي قول ً في الخروج منها، من دون المسـاس فيهـا ولا فرصـة بحقوقهم. وفي المقابل، قد تأمل حماس في اكتسـاب دور إلـى جانـب عباس فـي حكم الجزء اليسـير من الفلسـطينيين القابعين تحت الاحتلال الإسـرائيلي الدائم في الضفة الغربية وقطاع غزة. ً وسـواء أدركـت حمـاس ذلـك أم لـم تدركـه، فإنهـا دخلـت بالفــعل فـي ائتلاف مع إسـرائـــيل وعــــبـاس لإدارة الأراضـي المحتلة التي سـيكون لحمـاس فيهـا مســـؤولية كبيـرة تقابلهـا سـلطة محدودة.
إقرأ المزيد
كنت عائدا من زيارة للمغرب بدعوة من جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني لالقاء محاضرات عامة في جامعات مغربية عن أهمية وترجمة التعاطف الهائل مع أهل فلسطين وكيفية اتخاذ خطوات عملية لمقاطعة اسرائيل وسحب استثمارات منها وفرض عقوبات عليها. ومن أهم الأسئلة التي كانت تطرح بعد كل محاضرة وفي كل اجتماع مع النشطاء المغاربة كانت حول معايير المقاطعة التي أقرت من قبل اللجنة الوطنية للمقاطعة، وبالذات تلك التي أقرتها حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لاسرائيل. وفي نفس اليوم الذي وصلت فيه الى غزة، مزهوا بالتضامن المغربي وببيان المقاطعة المغربي الذي وقع من قبل العديد من منظمات العمل المدني والنشطاء، كان المايسترو الاسرائيلي دانيل بارنبوم، مدعوا من قبل الأمم المتحدة وبعض المؤسسات الفلسطينية، لقيادة أوركسترا مكونة من 40 موسيقيا في فندق المتحف، ولأول مرة في تاريخ غزة..!! |
بعد مرور عامين على بدء الحصار الخانق على قطاع غزة كنا قد تساءلنا, و بحق, عن الدعم الدولي و الضمير الانساني! تساءلنا: هل سنترك لمواجهة الموت البطيئ لوحدنا؟
و صرخنا!
لم يكن هناك مجال للصمت .صرخة أهل غزة وقرارهم الواعي بأن (يرفعوا صوتهم بالغنا) قد وصل مشارف الأرض. الرسالة التي ارسلت من غزة هي أنه يجب ألا يسمح لنا بالموت البطيء.
و دقت غزة جدران الخزان!
وصل صوتنا لأرجاء المعمورة. حيث قرر العديد من المتضامنين الدوليين التوجه إلى القطاع الصامد ، والذي يحمل عبء 62عاماً من النكبة على كتفيه ، في قوارب صغيرة لايصال
زهرة حب و تضامن للقطاع الصامد ، رسالة واضحة تطالب بإنهاء الحصار فوراً والدعوة للتخلص من الإحتلال الغاشم