لم يحِدْ اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل كثيرا عن السياسة الخارجية الأميركية كما تعتقد الأغلبية من العموم. كغيره من الرؤساء الأميركيين السابقين، تأثر ترمب بالاعتبارات السياسية الداخلية، وفرصه غير المؤكدة حتى الآن لإعادة انتخابه عام 2020. ولكن في العموم، يعكس اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل الإجماع الحزبي في الولايات المتحدة الأميركية تجاه الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأرض الفلسطينية.

يشكل المال السياسي عاملا مهما في الانتخابات الأميركية بحيث تتطلب الدورات الانتخابية التي تعقد كل سنتين وأربع سنوات تمويلا ضخما وعملية شبه مستمرة لجمع التبرعات السياسية التي يقوم بها المرشحون والأحزاب السياسية المختلفة.

ساهمت متطلبات التمويل الانتخابي في تعظيم نفوذ جهات مانحة وبارزة مثل الملياردير وقطب الإعلام حاييم صبان والملياردير وقطب الكازينوهات شيلدون أديلسون، وفي تأثيرهم الكبير على قضايا السياسات، بما في ذلك تجاه إسرائيل والفلسطينيين.

دعم إسرائيل
وعلى الرغم من أهمية المساهمات السياسية، فإنها في الغالب تعكس الانحياز الأميركي تجاه إسرائيل، والجهات المانحة التي تميل بالعادة إلى دعم المرشحين الذين يشاركونهم وجهات نظرهم السياسية. هذه العوامل مجتمعة ستحضر مجددا في انتخابات الكونغرس الأميركي أواخر هذا العام.

قال حاييم صبان في مقابلة أجريت معه عام 2010 إن “الطرق الثلاث المؤثرة في السياسة الأميركية” هي التبرع للأحزاب السياسية، وإنشاء مراكز البحث والفكر، والتحكم بوسائل الإعلام. وأوضح صبان اهتمامه بالسياسة والسياسة الخارجية بقوله “أنا رجل لدي قضية واحدة، وقضيتي هي إسرائيل”.

صبان، المولود في مصر، ليس الداعم الوحيد لإسرائيل الذي يتبع هذا النهج. فبينما دعم صبان عموما الحزب الديمقراطي، ولا سيما بيل وهيلاري كلينتون، يعدّ شيلدون أديلسون من الداعمين النافذين للحزب الجمهوري. وعلى الرغم من أن هذين المليارديرين يتبنيان في الظاهر موقفين متنافرين في الطيف السياسي الأميركي، فإنهما يعتمدان نهجين متشابهين في دعمهما لإسرائيل.