اعتمدت السلطة الفلسطينية برنامج إصلاح للقطاع الأمني ينسجم مع توجهات الممولين، بصفته العمود الفقري في مشروعها لبناء الدولة ما بعد سنة 2007 . ومع تقدم واستمرار إصلاح القطاع الأمني تحولت الضفة الغربية المحتلة إلى فضاء أمني ومسرح للحملات الأمنية التي تنفذها السلطة الفلسطينية، وهدفها الظاهري هو تطبيق القانون وإحلال النظام. تتطرق هذه الدراسة إلى عواقب الحملات الأمنية للسلطة الفلسطينية في مخيمَي بلاطة وجنين للاجئين من وجهة نظر الناس، من خلال منهجية إثنوغرافية من الأسفل إلى الأعلى. وهذه الأصوات المعبّرة عن القاعدة تتحدث عن المشكلة وتفحص الحملات الأمنية،وتشرح كيف ولماذا يتم تجريم المقاومة ضد إسرائيل. وتخلص الدراسة إلى المجادلة بأن إجراء إصلاح أمني لضمان الاستقرار، في سياق الاحتلال الكولونيالي ومن دون التصدي لغياب توازن القوى، لا يمكن أن ينجم عنه إلاّ نتيجتان: تعاون “أفضل” مع القوة المحتلة، وانتهاك لأمن الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية، من جانب قواتهم الأمنية نفسها.