يدلل تصدّي أهالي خان الأحمر للمحاولات الإسرائيلية العديدة للاستيلاء على أراضي القرية على إصرار إسرائيل على تنفيذ مشروعها الرامي إلى ضم المنطقة (ج) في الضفة الغربية وتفريغها من سكانها. أمام تلك المحاولات الاستعمارية، يصمد أهالي الخان والمتضامنون معهم في نضال ومقاومة عنيدة تتحدى الجهود الإسرائيلية الاحتلالية الرامية إلى تهجيرهم.يواجه الفلسطينيون منذ عقودٍ طويلة الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه الاستعمارية الاستيطانية التي تهدف إلى إعادة ترتيب الحيز المكاني وإعادة توزيع السكان الأصليين في إطار عملية إعادة هيكلة مقصودة وعنيفة، تمهِّد لإنشاء مجتمعٍ جديد بتنظيم اجتماعي ومكاني جديد.يعمل الاحتلال على الاستيلاء على أراضي السكان الأصليين على هذا النحو وتسخيرها لمنفعة المستوطنين ببناء المستوطنات، والضم بحكم القانون، والطرد، وإنكار الحقوق في الأرض. وهذا أمرٌ شائعٌ في المشاريع الاستعمارية الاستيطانية حول العالم. وما يجري في فلسطين من استيلاء على الأراضي على جانبي الخط الأخضر جزء أساسي في ما يُسمى النكبة المستمرة. ولطالما دأب الفلسطينيون على مواجهة النكبة المستمرة بالانخراط في ما اصطلحَ بعض الكُتاب على تسميته المقاومة المكانية، وهي ممارسات تؤكد الوجود الفلسطيني واستمراره على الأرض، وتتحدى الاستعمار الإسرائيلي. ويعكف الفلسطينيون على زيادة مقاومتهم بعد أن أعطى الرئيسُ الأميركي، دونالد ترامب، وإدارته الضوءَ الأخضر لإسرائيل لضم المزيد من الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات، ولا سيما باعترافه أخيراً بالقدس عاصمة لإسرائيل.