من هذا المؤلف

قبل ثلاثين عامًا، تم خلق ما يسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط في مدريد، وبدلاً من تحقيق مستقبل عادل وسلمي في فلسطين المستعمرة من خلال المفاوضات الثنائية بين ممثلون من الإسرائيليين والفلسطينيين، عززت عملية السلام واقعًا مؤلمًا للفلسطينيين في ظل احتلال دائم من قبل قوة عسكرية نووية تعمل لتوسيع مشروعها الاستيطاني الاستعماري.
Al-Shabaka Inès Abdel Razek
إيناس عبد الرازق· 31 أكتوبر 2021
 السياسة
يواجه الشعبُ الفلسطيني وممثلُه الوطني، منظمة التحرير الفلسطينية، تحدياتٍ خطيرةً ليسوا مهيئين لها. فقد اضمحلت تلك الحركة الوطنية القوية التي أسستها منظمة التحرير في ستينات القرن الماضي، والتي جمعت اللاجئين والمنفيين المشتتين على مواجهة المشروع الاستعماري الإسرائيلي واستعادة وطنهم. ويُعزى السببُ الأكبر في ذلك إلى اتساع دور السلطة الوطنية الفلسطينية التي تأسست بموجب اتفاقات أوسلو…
عيشُ الحركةُ الوطنية الفلسطينية أزمةً حادة، بينما يعجز النظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته عن تقريب الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه. ويَثبتُ كلَّ يوم أنَّ أسلوبَ الحكم الحالي ونماذجَ القيادة القائمة غير مناسبة للأجيال الفلسطينية الحالية والمستقبلية الباحثة عن المساواة والعدالة والحرية. إن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى قيادة سياسية جديدة ممثِّلة وشرعية ومسؤولة ومتجاوبة وخاضعة للمساءلة والمحاسبة.
إن "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تُغير كثيرًا من الوقائع على الأرض بالنسبة إلى الفلسطينيين، ولكنها تساهم في شرعنة المشروع الاستعماري الإسرائيلي الماضي بخطى حثيثة رغم جائحة كوفيد-19 التي تفتك بالعالم. يُدلي محللو الشبكة في هذه الحلقة النقاشية بدلوهم حول تداعيات الصفقة على الفلسطينيين المتواجدين بينهم في أماكن إقامتهم، ويقترحون خطواتٍ لمواجهة تلك التداعيات. 
نظرًا لأزمة الشرعية التي يواجهها الحكم الفلسطيني الحالي، دعت الشبكة فريقًا سياساتيًا معنيًا بالقيادة والمساءلة لإبداء توصياته من أجل قيادة تمثل الفلسطينيين كافة، وتستعيد وحدتهم، وتحترم حقوقهم. وقد اقترح خبراء الفريق نماذج تتراوح بين إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وبين إرساء ديمقراطية شعبوية تمثلها منظمات المجتمع المدني.