من هذا المؤلف

إن "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تُغير كثيرًا من الوقائع على الأرض بالنسبة إلى الفلسطينيين، ولكنها تساهم في شرعنة المشروع الاستعماري الإسرائيلي الماضي بخطى حثيثة رغم جائحة كوفيد-19 التي تفتك بالعالم. يُدلي محللو الشبكة في هذه الحلقة النقاشية بدلوهم حول تداعيات الصفقة على الفلسطينيين المتواجدين بينهم في أماكن إقامتهم، ويقترحون خطواتٍ لمواجهة تلك التداعيات. 
استعادَ العالمُ اهتمامَه بغزة منذ بدأ الفلسطينيون المسجونون هناك لأكثر من عقد من الزمان "مسيرةَ العودة الكبرى" السلمية في 30 آذار/مارس، مخاطرين بحياتهم وفقدان أطرافهم احتجاجًا على انتهاكات حقوقهم الإنسانية. قتلت إسرائيلُ ما يزيد على 40 محتجًا وجرحت الآلاف، كثيرٌ منهم جراحه خطيرة. غير أن الفلسطينيين في غزة نجحوا في إثارة السببِ الجذري للصراع، وأجبروا الخطاب على تجاوز احتلال الأرض الفلسطينية في 1967 إلى تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم وطردهم من ديارهم لإفساح المجال لإقامة دولة إسرائيل في 1948.
يعتقد البعض أنه حالما تنتهي الانتخابات الرئاسية الأمريكية سوف ينتهز باراك أوباما فرصته الأخيرة للقيام بتحرك على الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي. وفي حلقة النقاش هذه، يتناول محللو السياسات في الشبكة احتمالية إقدام أوباما على هذه الخطوة، وكيف سيكون شكلها، ومخاطرها المحتملة، وما ينبغي أن يفعله الفلسطينيون لتعزيز مسعاهم من أجل الحرية والمساواة وتقرير المصير.
رغم هول الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من تموز/يوليو 2014، فإن ما سببته من دمار قد يكون أكثر هولًا. يجري حالياً الإعداد لعقد مؤتمر مانحين بخصوص غزة في النرويج مطلع شهر أيلول/سبتمبر المقبل بإشراف السلطة الفلسطينية. ولكن إذا اتبعت السلطة الفلسطينية والجهات المانحة الأسلوب نفسه الذي اتبعته في المؤتمرات السابقة، فإن معاناة سكان قطاع غزة ستطول وتتفاقم. يتناول المستشار السياساتي للشبكة عمر شعبان في هذه الورقة حجمَ وأنواع الدمار الذي سببته الحرب، ويستعرض بعض الأخطاء التي شابت عملية إعادة الإعمار في السابق مطالبًا بضرورة تجنبها حيث ستكون عملية إعادة الاعمار في هذه المرة أكثر تعقيدًا.
Al-Shabaka Omar Shaban
عمر شعبان· 18 أغسطس 2014