ملخص تنفيذي
مبادئ الصهيونية المسيحية
تُعرَف الصهيونية المسيحية بدعمها المطلق للمشروع الاستعماري الصهيوني منذ قيام النظام الإسرائيلي بالعنف في 1948، وطوال الاستيطان اليهودي في فلسطين، كجزء من إيمان الفرد المسيحي. حين يدعم الصهاينة المسيحيون الاستيطانِ اليهودي في فلسطين، فإنهم يدعمونه من أجل خلاصهم، وليس خلاص الشعب اليهودي، ولذلك يسعون جاهدين إلى قدوم آخر الزمان الذي يقتتل فيه اليهود وغيرهم من غير المسيحيين بينما يصعدون هم إلى السماء. ومع ذلك، فإن هذا الالتزام الأيديولوجي يضع الصهاينة المسيحيين في صف الحكومات الإسرائيلية وسياساتها الاستعمارية والعدائية تجاه الفلسطينيين وإيران وغيرهم من خصوم النظام الإسرائيلي.
على الرغم من أن العديد من زعماء الصهاينة اليهود يُقرّون بسخرية التحالف مع الصهاينة المسيحيين، إلا أنهم يرحبون بدعمهم لأنه يعزز أهداف النظام الإسرائيلي السياسية ويقيه الانتقادات.
الصهيونية المسيحية وسياسة الولايات المتحدة تجاه النظام الإسرائيلي
بلغَ النفوذ السياسي الصهيوني المسيحي المتنامي منذ عقود ذروته في العام 2016 عند انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، حيث أمسى اصطفاف البيت الأبيض مع اليمين المتطرف من الصهاينة والعنصريين البيض متناغمًا وجليًا. وبالإضافة إلى بنس وبومبيو، عيَّن ترامب ستيف بانون كبيرًا للمخططين الاستراتيجيين، وهو الذي وصف نفسه بأنه صهيونيٌ مسيحي، ووصف موقعه الإخباري بريتبارت بأنه "منصة اليمين البديل،" وكان محط احتفاء القوميين البيض. أمّا ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد ترامب والمموِّل والمؤيد المعروف للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، فله علاقات وطيدة بالقيادة الصهيونية المسيحية.
وفي المحصلة، عارضت تلك الإدارة الإجماعَ الدولي على عدم قانونية المستوطنات في الضفة الغربية؛ ونقلت سفارة الولايات المتحدة إلى القدس وأعلنتها بذلك "العاصمة الأبدية" لإسرائيل؛ وبعثت وفدً دبلوماسيًا في زيارةٍ غير مسبوقة إلى مستوطنة يمولها الصهاينة المسيحيون؛ وتراجعت عن الاتفاق النووي الإيراني لصالح موقف أكثر عدوانية وتأييدًا لإسرائيل ضد إيران؛ وأبرمت صفقات أسلحة عسكرية ضخمة مع المملكة العربية السعودية وحققت تقدمًا في التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج؛ وانسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بحجة "تحيزه ضد إسرائيل"؛ وتجاهلت كل المطالب الفلسطينية وتقرير المصير فيما يسمى "صفقة القرن." وما تركَ ترامب منصبه إلا بعد أن وطَّد الدعم الأمريكي للقومية العرقية الدينية اليمينية في إسرائيل وللمشروع الاستيطاني غير القانوني؛ وليس مستغربًا أن وتيرة ضم الأراضي الفلسطينية قد ازدادت أيضًا إبان ولايته.
التفوق الأبيض والصهيونية المسيحية
يعود تاريخ العلاقة بين الصهيونية المسيحية والتفوق الأبيض إلى الصهاينة المسيحيين الأوروبيين الأوائل. وعلى الرغم من أن إعلان وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور لعام 1917 بأن حكومته ستدعم إنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين قد يبدو في ظاهره وكأن فيه الخير لليهود، إلا أنه في الواقع كان يَقطرُ بالتفوق الأبيض ومعاداة السامية. فقد نشأ دعم بلفور للصهيونية من الرغبة في وقف الهجرة اليهودية إلى بريطانيا.
لا ينبغي إذن أن نتفاجأ من إعلان العنصريين البيض المعاصرين إعجابَهم بالصهيونية وتجليها في دولة إسرائيل بينما يعلنون في الوقت نفسه رغبَتهم في أن يغادرَ اليهود "المجتمعات البيضاء" إلى إسرائيل. وهذه هي الحال في زمن بلفور كما هي الحال في زماننا الحالي.
ولعل فكرة الاستثنائية هي خير ما يُعبِّر عن هذه الأيديولوجيات الخطيرة وبربط بينها. إن فكرةَ تفوقِ مجموعةٍ ما على أخرى وأنها تستحق حقوقًا معينة على حساب المجموعات "الدخيلة" - سواء كانت بيضاء أو مسيحية مقابل يهودية أو سوداء أو مسلمة أو غير ذلك كما في حالة ريتشارد سبنسر في الولايات المتحدة، أو بيضاء ويهودية مقابل الفلسطينيين في حالة الصهيونية المسيحية والصهيونية وإسرائيل - هو الذي يولِّد العنف والقمع.
فرص إنجيلية
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تناقص دعم الإنجيليين الشباب لإسرائيل. وتقع على عاتق الناشطين من أجل الحقوق الفلسطينية مهمة تثقيف الإنجيليين المنعزلين المناصرين للعدالة الاجتماعية وتوحيد صفوفهم للعمل ضد الاستعمار الاستيطاني والحكم الديني والفصل العنصري الإسرائيلي.
- ينبغي لمنظمات المجتمع المدني الداعمة للحقوق الفلسطينية أن تتواصل مع الإنجيليين الشباب والإنجيليين ذوي البشرة الملونة لإقامة روابط بينهم وبين المجموعات التقدمية، كتلك التي تدافع عن السود، وحقوق السكان الأصليين، ومساءلة الشرطة. ولا بد لجهود التواصل هذه أن تؤكِّدَ بالضرورة على الروابط بين الصهيونية المسيحية والتفوق الأبيض والقومية العرقية ومعاداة السامية.
- ينبغي لمنظمات المجتمع المدني أن تُثقِّف المسيحيين التقدميين وعموم المسيحيين حول العداء الفاشي الديني اليميني الإسرائيلي المتزايد تجاه المسيحيين وعلاقته بالقومية العرقية والفصل العنصري على نطاق أوسع.
- يجب تشجيع المسيحيين على اختيار الحج البديل والسياحة الأخلاقية إلى فلسطين - مثل رحلات الشاهد التي تنظمها منظمة أصدقاء سبيل أو وفود منظمة آي ويتنس فلسطين.
مقدمة
كُتب الكثير في السنوات الأخيرة حول تنامي حركات التفوق الأبيض في الولايات المتحدة وحول دعمها سياسةَ اليمين البديل ودعمها الرئيسَ السابق دونالد ترامب بصفته وليَّها السياسي. وكُتب الكثير كذلك منذ العام 2016 حول الدعم الكاسح الذي تلقاه ترامب من المسيحيين الإنجيليين البيض، ولا سيما الصهاينة المسيحيين. غير أنه قلَّما كُتب عن العلاقة بين التفوق الأبيض والصهيونية المسيحية وتحديدًا التداخل بين أيديولوجياتهما ونفوذهما السياسي.
وفي حين كثيرًا ما يُشارُ إلى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) بأنها اللوبي الصهيوني البارز في الولايات المتحدة، إلا أن الصهاينة المسيحيين يشكلون كتلةً سياسية أكبر بكثير، تقدِّمُ دعمًا متواصلًا لإسرائيل ومسعاها المستمر في تشريد الفلسطينيين من خلال توسعها الاستيطاني وحكمها القائم على الفصل العنصري. منظمة مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل هي منظمة صهيونية مسيحية أمريكية كُبرى تضم ما يزيد على 10 ملايين عضو، ويُرجَّح أن يكون العدد الفعلي للإنجيليين الذين يعتنقون المعتقدات الصهيونية المسيحية أكبر بكثير. ومِن بين المسيحيين الإنجيليين البيض، الذين يشكلون 14% من سكان الولايات المتحدة والذين أيدوا ترامب في انتخابات عامي 2016 و2020 بفارق كبير، يعتقد 80% أن إقامة دولة إسرائيل و”إعادة ملايين اليهود إلى إسرائيل” يُحقِّق نبوءة الكتاب المقدس.
إنَّ من الأفضل لجهود التنظيم السياسي المناهِض للتفوق الأبيض، والأبرتهايد الإسرائيلي، ومعاداة السامية، لو تتوحد وتركز على العلاقة الوطيدة بين التفوق الأبيض والصهيونية المسيحية في أوساط الإنجيليين. وفي هذا الموجز السياسي، تُبين الكاتبتان طبيعة تلك التوليفة السياسية الحميمة وتاريخها، وتقترحان سُبلًا متاحةً للمجتمع المدني لمواجهة نفوذها. توفر حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة الحالية فرصةً مناسبة لتوعية عموم الإنجيليين والإنجيليين التقدميين في الولايات المتحدة، حيث عملت الحكومة على تشجيع الأصوليين اليهود في إسرائيل الذين تتسم أجندتهم المناهِضة للفلسطينيين بمعاداة شديدة للمسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء.
مبادئ الصهيونية المسيحية
تُعرَف الصهيونية المسيحية بدعمها المطلق للمشروع الاستعماري الصهيوني منذ قيام النظام الإسرائيلي بالعنف في 1948، وطوال الاستيطان اليهودي في فلسطين، كجزء من إيمان الفرد المسيحي.
وتقوم الصهيونية المسيحية على التفسيرات المسيحية البروتستانتية التي تعود إلى القرن السادس عشر بشأن العلامات والأمارات الواردة في الكتاب المقدس حول عودة يسوع في آخر الزمان.1 ويعتقد الصهاينة المسيحيون الإنجيليون أن الاستيطان اليهودي في فلسطين والسيطرة عليها من العلامات التي تسبق عودة يسوع، حيث يعاملون اليهود المعاصرين على أنهم بنو إسرائيل المذكورون في الإنجيل الذين أُمر المسيحيون بأن “يباركوهم” كي تتسنى عودة المسيح. وهكذا، يرى الصهاينة المسيحيون في دعم إسرائيل وسيلةً للمشاركة في النبوءة الإنجيلية. فضلًا على أن متبعي “إنجيل الرخاء” – الذين يشكلون الآن 17% من المسيحيين في الولايات المتحدة – يؤمنون أيضًا بأن مباركة إسرائيل تعود على المرء بالنفع المادي والرخاء.
حين يدعم الصهاينة المسيحيون الاستيطانِ اليهودي في فلسطين، فإنهم يدعمونه من أجل خلاصهم، وليس خلاص الشعب اليهودي، ولذلك يسعون جاهدين إلى قدوم آخر الزمان الذي يقتتل فيه اليهود وغيرهم من غير المسيحيين بينما يصعدون هم إلى السماء.2 وما دعمهم لليهود وإسرائيل سوى ادعاءٍ كاذب يُقصَد من ورائه الخلاصُ المسيحي على حساب اليهود. ومع ذلك، فإن هذا الالتزام الأيديولوجي يضع الصهاينة المسيحيين في صف الحكومات الإسرائيلية وسياساتها الاستعمارية والعدائية تجاه الفلسطينيين وإيران وغيرهم من خصوم النظام الإسرائيلي. وتكمن المفارقة في أن القوميين العرقيين الدينيين اليمينيين الداعمين لحكومة نتنياهو الحالية باتوا أكثر عدائيةً تجاه المسيحيين، الفلسطينيين وغيرهم، الأمر الذي يجعل الاصطفاف مع الحكومات الإسرائيلية أكثر إثارةً للحيرة.
علاوةً على ذلك، تتسم وجهات النظر الصهيونية المسيحية تجاه الشعب اليهودي بأنها معادية للسامية. فهم، مثلًا، يؤمنون بوجود مجموعة سكانية يهودية واحدة قوية ونافذة دوليًا، وأن النظام الإسرائيلي الحديث يُجسِّد الأمة التوراتية التي تمثل اليهود في كل مكان. وهذه المعتقدات تحاكي العناصر التآمرية التي قامت عليها معاداة السامية في أوروبا، وتخلط دعم الاستيطان اليهودي في فلسطين بمفاهيم معادية للسامية تجاه اليهود حول العالم. وبذلك، يورِّط الصهاينة المسيحيون أنفسهم مع العنصريين البيض المتخوفين من “أن يحل محلهم” اليهود أو ذوو البشرة الملونة – والذين يشعرون بالتهديد من المفاهيم المعادية للسامية المتمثلة في نفوذ الشعب اليهودي وتأثيره.
قامت بعض أشكال الصهيونية المسيحية، ولا سيما تلك التي ترسخت تاريخيًا في بريطانيا، على التحول إلى اليهودية والاستيطان اليهودي في فلسطين والسيطرة عليها. واستنادًا إلى هذا المنظور، كان اليهود في الشتات فئةً سكانية إشكالية وفي الوقت نفسه ذات أهمية إنجيلية ينبغي التأثير فيها في سبيل خلاص الكنيسة. وقد تطورت هذه الأفكار أكثر في القرن العشرين لدى مختلف طوائف الإنجيليين المسيحيين، وصار يُنظر إلى التحول إلى اليهودية على أنه غير ضروري. إنَّ الإجماع الصهيوني المسيحي الذي استشرى في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، ولا سيما بعد حرب 1967 وفي عقد الثمانينات، يرى في المشروع الاستعماري الصهيوني المعاصر تحقيقًا لنبوءة الإنجيل، التي تسبق ارتقاء المسيحيين إلى السماء وهلاك مَن دونَهم على الأرض. وحتى هؤلاء المسيحيين الذين يؤمنون بعلامات هرمجدون هذه ولكن يتجنبون الحديث عن سيناريو آخر الزمان، فإن تركيزهم الأكبر ينصبُّ على الخلاص المسيحي الذي يقتضي الاستيطان اليهودي في فلسطين.
على الرغم من أن العديد من زعماء الصهاينة اليهود يُقرّون بسخرية التحالف مع الصهاينة المسيحيين، إلا أنهم يرحبون بدعمهم لأنه يعزز أهداف النظام الإسرائيلي السياسية ويقيه الانتقادات. ومن وسائل الصهاينة المسيحيين في تحقيق ذلك إسهامهم في الترويج لرواية تَعرُّض النظام الإسرائيلي للخطر من جيرانه العرب والمسلمين العدائيين الذين يصورونهم أيضًا على أنهم أقل شأنًا. وهذه الرواية تستحضر أفكارًا عنصرية عن الفلسطينيين والمسلمين باعتبارهم رجعيين وعنيفين ومتخلفين تكنولوجيًا ويمكن الاستغناء عنهم، وهي تماثل روايات العنصريين البيض. بل إن الإنجيليين المسيحيين هم من أعتى دُعاة العنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة، حيث يروِّجُ الصهاينة المسيحيون خرافة الاستعمار اليهودي وتنمية فلسطين كاستمرار لماضٍ قديم، ويُسهمون بذلك في علم آثارٍ مشبوه يساعد في عرقلة تقرير المصير الفلسطيني، بما في ذلك وصول الفلسطينيين المسيحيين إلى مواقعهم ذات الأهمية الدينية.
الصهيونية المسيحية وسياسة الولايات المتحدة تجاه النظام الإسرائيلي
دعمَ الصهاينةُ المسيحيون الإنجيليون إدارةَ ترامب بشدة – وتولى بعضهم مناصب عليا، مثل نائب الرئيس مايك بِنس ووزير الخارجية مايك بومبيو – وعملوا طوال السنوات الأربع على تنفيذ خطط الصهيونية المسيحية. غير أن ذلك لم يكن المرة الأولى التي تتلقى فيها الإدارة الأميركية أو غيرها من الزعامات السياسية توجيهاتها من “لوبي هرمجدون.”
أصبحَ نفوذُ الصهيونية المسيحية السياسي في الولايات المتحدة واضحًا في الثمانينات، مع انطلاق المؤتمر الصهيوني السنوي للسفارة المسيحية الدولية في القدس. ومن بين الشخصيات البارزة الراحل جيري فالويل، وهو قِس معمداني محافظ ومبشر تلفزيوني، والراحل بات روبرتسون، وهو أيضًا مقدم برامج دينية وقِس معمداني جنوبي ومرشح رئاسي جمهوري لمرة واحدة ورئيس شبكة البث المسيحية.3 كان تأثير فالويل وروبرتسون جليًا في عهد الرئيس رونالد ريغان، حيث لم يكتف ريغان بالدفاع عن القوة العسكرية في الولايات المتحدة تحضيرًا لمعركة هرمجدون، ولكن ثمة تقارير تقول إن ريغان والمدعي العام، إدوين ميس، صلَّيا لكي تقع هرمجدون.4
على الرغم من أن العديد من زعماء الصهاينة اليهود يُقرّون بسخرية التحالف مع الصهاينة المسيحيين، إلا أنهم يرحبون بدعمهم لأنه يعزز أهداف النظام الإسرائيلي السياسية ويقيه الانتقادات Share on X
أنشأ فالويل منظمة الأغلبية الأخلاقية في عام 1979، وهي هيئة تنظيمية سياسية للمذهب الإنجيلي حشدت الآلاف من الكنائس والملايين من الناخبين المسجلين باسم “اليمين المسيحي.” وبحلول العام 2003، أمسَت منظمة الأغلبية الأخلاقية أكبر كتلة مصوِّتة داخل الحزب الجمهوري، وكانت حركة اجتماعية رئيسية ترتبط بعلاقات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، حتى إن فالويل حصل على التكريم من مناحيم بيغن نفسه في 1979.
قادَ مؤتمر القيادة المسيحية الوطنية لأجل إسرائيل المنبثق عن منظمة الأغلبية الأخلاقية حملةً ناجحة لإلغاء قرار الأمم المتحدة رقم 3379 الذي صنَّفَ الصهيونية ضَربًا من ضروب العنصرية وأعلن أيضًا معارضته لجميع أشكال العنصرية. وقد ضغطت اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، مثل المؤتمر اليهودي العالمي وأيباك، على المسؤولين الأمريكيين لمعارضة القرار فور صدوره في 1975. ومع ذلك، يمكن القول إن المسؤولين المنتخبين الأمريكيين لم يستجيبوا لتلك الضغوط إلا بعدما أطلق اللوبي الصهيوني المسيحي حملته المنسقة بين عامي 1985 و1990 وهو العام الذي أصدر فيه مجلس النواب القرار رقم 457 الذي دعا الأمم المتحدة إلى إلغاء القرار؛ وبعدها أقرّه مجلس الشيوخ بالإجماع ووقعه الرئيس جورج بوش الأب. وفي العام التالي، اتخذت الأمم المتحدة خطوة نادرة وألغت القرار.
إبان إدارة جورج بوش الابن الثانية، واصلت الشخصيات الصهيونية المسيحية، مثل فالويل، تأثيرها في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، ودعم التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، ومعارضة مبادرات السلام أو إقامة الدولة الفلسطينية. وعلى سبيل المثال، رضخ بوش للضغوط في يونيو/حزيران 2003 وتراجعَ عن المضي قدمًا في تنفيذ “خريطة طريق السلام” التي رعتها اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، والتي كان من المفترض أن تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية. وعندما كان من المفترض أن تقوم الولايات المتحدة بدور الطرف الثالث الوسيط في اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني المعين حديثًا محمود عباس، أرسلت منظمة صهيونية مسيحية تعرف باسم المؤتمر الرسولي ما يزيد على 50 ألف بطاقة بريدية إلى البيت الأبيض لمعارضة خريطة الطريق، وقررت الإدارة على إثرها أن تؤجل تحركها إلى ما بعد انتخابات 2004.5
تُعد منظمة مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل أكبر مجموعة مناصرة لإسرائيل في الولايات المتحدة اليوم. ومن المنظمات البارزة الأخرى التي تمثل الصهاينة المسيحيين أو تدعمهم ماليًا السفارة المسيحية الدولية في القدس والزمالة الدولية للمسيحيين واليهود. ومن المنظمات القائمة داخل الجامعات هناك برنامج معابر (باسيجيز) وهو مجموعة سياحية صهيونية مسيحية، ومكابيين الجامعات أو فرقة عمل مكابي الممولة بملايين الدولارات لمعارضة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات وذلك بدعم مالي مباشر من منظمة مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل ومن الصهاينة اليمينيين.
بلغَ النفوذ السياسي الصهيوني المسيحي المتنامي منذ عقود ذروته في العام 2016 عند انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، حيث أمسى اصطفاف البيت الأبيض مع اليمين المتطرف من الصهاينة والعنصريين البيض متناغمًا وجليًا. وبالإضافة إلى بنس وبومبيو، عيَّن ترامب ستيف بانون كبيرًا للمخططين الاستراتيجيين، وهو الذي وصف نفسه بأنه صهيونيٌ مسيحي، ووصف موقعه الإخباري بريتبارت بأنه “منصة اليمين البديل،” وكان محط احتفاء القوميين البيض. أمّا ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد ترامب والمموِّل والمؤيد المعروف للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، فله علاقات وطيدة بالقيادة الصهيونية المسيحية.
وفي المحصلة، عارضت تلك الإدارة الإجماعَ الدولي على عدم قانونية المستوطنات في الضفة الغربية؛ ونقلت سفارة الولايات المتحدة إلى القدس وأعلنتها بذلك “العاصمة الأبدية” لإسرائيل؛ وبعثت وفدً دبلوماسيًا في زيارةٍ غير مسبوقة إلى مستوطنة يمولها الصهاينة المسيحيون؛ وتراجعت عن الاتفاق النووي الإيراني لصالح موقف أكثر عدوانية وتأييدًا لإسرائيل ضد إيران؛ وأبرمت صفقات أسلحة عسكرية ضخمة مع المملكة العربية السعودية وحققت تقدمًا في التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج؛ وانسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بحجة “تحيزه ضد إسرائيل”؛ وتجاهلت كل المطالب الفلسطينية وتقرير المصير فيما يسمى “صفقة القرن.” وما تركَ ترامب منصبه إلا بعد أن وطَّد الدعم الأمريكي للقومية العرقية الدينية اليمينية في إسرائيل وللمشروع الاستيطاني غير القانوني؛ وليس مستغربًا أن وتيرة ضم الأراضي الفلسطينية قد ازدادت أيضًا إبان ولايته.
دعمت تلك الإدارة أيضًا عدوان الوكالات الفيدرالية الأمريكية تجاه النشاط الفلسطيني داخل الولايات المتحدة، حيث سعت وزارة التعليم بقيادة بيتسي ديفوس إلى معاقبة الناشطين الطلابيين الفلسطينيين بسبب انتقادهم إسرائيل،6 وقبلت وزارة الخارجية تعريف معاداة السامية الصادر عن التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وكبَّلت بذلك الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل. لم تُبطِل إدارةُ بايدن هذه الإجراءات حتى الآن، وهذه اللامبالاة المستمرة أو التأييد الضمني لإرث ترامب يتجاهل الروابط بين الأجندة الصهيونية المسيحية والتفوق الأبيض، ويتعارض مع سياسة الإدارة المعلَنة بشأن مناهضة العنصرية.
التفوق الأبيض والصهيونية المسيحية
يعود تاريخ العلاقة بين الصهيونية المسيحية والتفوق الأبيض إلى الصهاينة المسيحيين الأوروبيين الأوائل.7 وعلى الرغم من أن إعلان وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور لعام 1917 بأن حكومته ستدعم إنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين قد يبدو في ظاهره وكأن فيه الخير لليهود، إلا أنه في الواقع كان يَقطرُ بالتفوق الأبيض ومعاداة السامية. فقد نشأ دعم بلفور للصهيونية من الرغبة في وقف الهجرة اليهودية إلى بريطانيا، حيث كتبَ، مثلًا، في مقدمته لكتاب ناحوم سوكولوف “تاريخ الصهيونية” عام 1919 أن الحركة الصهيونية “ستخفف من المآسي التي سبَّبها للحضارة الغربية على مرّ العصور جسمٌ مغروس في وسطها عُدَّ لفترة طويلة غريبًا بل ومعاديًا، ولكن ما استطاعت طرده ولا استيعابه.”
لا ينبغي إذن أن نتفاجأ من إعلان العنصريين البيض المعاصرين إعجابَهم بالصهيونية وتجليها في دولة إسرائيل بينما يعلنون في الوقت نفسه رغبَتهم في أن يغادرَ اليهود “المجتمعات البيضاء” إلى إسرائيل. ومِصداقًا لذلك، أطلق ريتشارد سبنسر على نفسه اسم “الصهيوني الأبيض،” وهو أحد زعماء حركة “اليمين البديل” في الولايات المتحدة التي تتبنى الدولة العرقية البيضاء. وأحيانًا تُرفَع الأعلام الإسرائيلية بمعية الأعلام الكونفدرالية، وغالبًا ما تُرفَع الأعلام الإسرائيلية في المسيرات اليمينية، كما حدث في 6 كانون الثاني/يناير 2021 عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة.
لا ينبغي إذن أن نتفاجأ من إعلان العنصريين البيض المعاصرين إعجابَهم بالصهيونية وتجليها في دولة إسرائيل بينما يعلنون في الوقت نفسه رغبَتهم في أن يغادرَ اليهود ’المجتمعات البيضاء‘ إلى إسرائيل Share on X
بالرغم من أن سبنسر ليس شخصًا متدينًا، إلا أن رغبته ورغبة غيره من العنصريين البيض في إقامة دولة عرقية بيضاء متجذرة في المسيحية من خلال دعوة رفاقهم البيض بألا يقتصر إدراكهم على هويتهم البيضاء بل أن يشملَ تراثهم المسيحي المشترك – وهو تراث في حد ذاته له جذور في التفوق الأبيض. وفي هذا الصدد، أشار محللون وناشطون، مثل ماي إليز كانون وجرايلان هاجلر، إلى أن القومية المسيحية والتفوق الأبيض والصهيونية والصهيونية المسيحية تجمعهم رفقة حميمة. وهذه هي الحال في زمن بلفور كما هي الحال في زماننا الحالي. فعلى سبيل المثال، وجد الباحث روبرت سميث، من خلال تحليل بيانات استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة منذ منتصف الثمانينات بأن الدعم لإسرائيل “يعتمد على توليفة من التقاليد الدينية، والإيمان بالاستثنائية الأمريكية، والعنصر الأبيض.”
ولعل فكرة الاستثنائية هي خير ما يُعبِّر عن هذه الأيديولوجيات الخطيرة وبربط بينها. يُشير كانون إلى أن “القومية المسيحية والصهيونية المسيحية كلتيهما تروج أيديولوجية الاستثنائية… والاستثنائيون يعيشون في عوالم ثنائية وإقصائية،” بينما كتبَ هاغلر في مقال عن التفوق الأبيض والصهيونية المسيحية أن “جميع أشكال التفوق استثنائية.” إن فكرةَ تفوقِ مجموعةٍ ما على أخرى وأنها تستحق حقوقًا معينة على حساب المجموعات “الدخيلة” – سواء كانت بيضاء أو مسيحية مقابل يهودية أو سوداء أو مسلمة أو غير ذلك كما في حالة ريتشارد سبنسر في الولايات المتحدة، أو بيضاء ويهودية مقابل الفلسطينيين في حالة الصهيونية المسيحية والصهيونية وإسرائيل – هو الذي يولِّد العنف والقمع.
فرص إنجيلية
من الأهمية بمكان أن نؤكِّدَ على التنوع في أوساط الإنجيليين فليس كل الإنجيليين صهاينةٌ مسيحيون، بل إن هناك عدد من الأفراد والمؤسسات التي تعمل ضد هذه الأيديولوجية ولصالح الحقوق الفلسطينية، مثل كانون من منظمة كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط ومقرها واشنطن العاصمة، ومبادرة المسيح عند نقطة التفتيش في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، ومجلة سوجورنر الصادرة من مدرسة اللاهوت الإنجيلية في إلينوي في السبعينات.
وفضلًا على ذلك، ينزع الإنجيليون من غير البيض إلى أن يكونوا أقل تحيزًا في وجهات نظرهم تجاه إسرائيل والنضال الفلسطيني. ومع ذلك، وكما ذكرنا أعلاه، فإن غالبية الإنجيليين يُعبِّرون عن معتقدات صهيونية.
غير أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تناقص دعم الإنجيليين الشباب لإسرائيل، حيث يشير استطلاع أُجري عام 2021 إلى أن الدعم في أوساط الشباب انخفض من 75% إلى 34% بين عامي 2018 و2021، بينما كان الدعم أكثر ثباتًا في أوساط الإنجيليين الأكبر سنًا. وقد عَكفَ البروفيسور شبلي تلحمي من جامعة ميريلاند على إجراء استطلاعات حول هذه المسألة منذ عام 2015، وأظهر بحثه اتجاهًا مماثلا وأن الفجوة بين الفئات العمرية قد اتسعت اتساعًا ملحوظًا بحلول عام 2018.
علاوة على ذلك، أخذ الإنجيليون البيض – ولا سيما الشباب – في الابتعاد عن الإنجيلية، أو باتوا مترددين في حمل هذا الاسم. ويُعزى بعض السبب في ذلك إلى رفضهم سياسات ترامب وخطابه الذي عززته الكتلة. وفي حين حَدَت هذه النزعة ببعض الشباب البيض إلى ترك الدين المنظم عمومًا، إلا أن هناك آخرين يرغبون في خوض تجربة مختلفة، تجربة تعزز التحول المجتمعي والاجتماعي.
أجرت الكاتبة ميمي كيرك مؤخرًا حوارًا مع غاري بيرج، أستاذ العهد الجديد في مدرسة كالفين اللاهوتية في غراند رابيدز بولاية ميشيغان، للحديث عن هذه المجموعة المتزايدة وعن الكنائس التي تحولوا إليها، قال غاري: “لا يشعر الشباب بأن الكنيسة تتعاطى مع الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليهم، مثل قضايا المساواة العرقية، والتخفيف من حدة الفقر، والبيئة.”
تقع على عاتق الناشطين من أجل الحقوق الفلسطينية مهمة تثقيف الإنجيليين المنعزلين المناصرين للعدالة الاجتماعية وتوحيد صفوفهم للعمل ضد الاستعمار الاستيطاني والحكم الديني والفصل العنصري الإسرائيلي Share on X
باتت الكنائس الجديدة التي تروِّج لنفسها بأنها “ليست ككنيسة آبائك” تستقطب هؤلاء الشباب. ويصف بيرج إحداها في غراند رابيدز وكيف تأسست في 2017 وكان يرتادها 30 أو 40 شخصًا حتى باتت تضم اليوم نحو 900 عضو. يقول بيرج: “يحمل القِس درجة الدكتوراه في علم الاجتماع، ولحيته جميلة، ويقود دراجة نارية بعربة جانبية، وله نظرة ثاقبة في طُرق نمو الكنائس، وعاطفته مؤثر تتجلى في كل خطبة…. لا يبالي كثيرًا بالثقافة الإنجيلية. ويُطلق على جمهوره اسم جمهور ما بعد الكنيسة.” ويرى بيرج أن الكنائس غير التقليدية مثل هذه الكنيسة آخذةٌ في التوسع على مستوى الولايات المتحدة، وأن المذهب الإنجيلي سوف يعيد قولبة نفسه ضمن هذا القالب في القرن القادم.
ومع أن دعم إسرائيل ليس رائجًا في الكنائس الجديدة التي ذكرها بيرج، فإن دعم الفلسطينيين ليس رائجًا أيضًا، لأن أبناء الرعية مهتمين أكثر بالقضايا المحلية مثل الحد من انتشار الأسلحة والعنصرية. في مقابلة أجريت مؤخرًا، قال الناشط الفلسطيني الأمريكي جوناثان برينمان لميمي إنه يتفق بأن الإنجيليين السابقين أو الحاليين المهتمين بالعدالة الاجتماعية قد لا يضعون فلسطين “على رأس قائمتهم،” لكنه يرى بأنهم مستعدون لتحدي الأفكار الصهيونية المسيحية. ويمثل هذا الموقف فرصة مهمة لمواجهة النفوذ الصهيوني المسيحي.
توصيات سياساتية
مع ابتعاد الإنجيليين الشباب عن الدعم النشط لإسرائيل، تبرزُ فرصةٌ للتغيير في الأجلين القريب والبعيد. ويمكن أن يأتي التغيير على هيئة مجموعات متنوعة متضافرة ضد اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك على صعيد تحرير الفلسطينيين. وتقع على عاتق الناشطين من أجل الحقوق الفلسطينية مهمة تثقيف الإنجيليين المنعزلين المناصرين للعدالة الاجتماعية وتوحيد صفوفهم للعمل ضد الاستعمار الاستيطاني والحكم الديني والفصل العنصري الإسرائيلي.
- ينبغي لمنظمات المجتمع المدني الداعمة للحقوق الفلسطينية أن تتواصل مع الإنجيليين الشباب والإنجيليين ذوي البشرة الملونة لإقامة روابط بينهم وبين المجموعات التقدمية، كتلك التي تدافع عن السود، وحقوق السكان الأصليين، ومساءلة الشرطة. ولا بد لجهود التواصل هذه أن تؤكِّدَ بالضرورة على الروابط بين الصهيونية المسيحية والتفوق الأبيض والقومية العرقية ومعاداة السامية لضمان فهمهم وإحداث الفرصة لهذه المجموعات كي تعمل معًا من أجل الحقوق الفلسطينية إلى جانب القضايا التقدمية الأخرى المناهضة للعنصرية.
- حالما تنشأ هذه الشبكة الموسَّعة، ينبغي لمنظمات المجتمع المدني – من جملة أنشطة التوعية والتواصل التي ستنفذها – أن تتصل بحكوماتها الوطنية والمحلية، مثل مكتب الشراكات الدينية وشراكات الجوار التابع لإدارة بايدن، للتأثير على الكنائس والمنظمات الرئيسية من خلال الرسائل التي تسترعي الانتباه إلى العلاقات الإشكالية بين الصهيونية المسيحية والقومية العرقية.
- ينبغي لمنظمات المجتمع المدني أن تُثقِّف المسيحيين التقدميين وعموم المسيحيين حول العداء الفاشي الديني اليميني الإسرائيلي المتزايد تجاه المسيحيين وعلاقته بالقومية العرقية والفصل العنصري على نطاق أوسع.
- يجب تشجيع المسيحيين على اختيار الحج البديل والسياحة الأخلاقية إلى فلسطين – مثل رحلات الشاهد التي تنظمها منظمة أصدقاء سبيل أو وفود منظمة آي ويتنس فلسطين، حيث بوسعهم أن يضطلعوا بدورٍ مهم في معارضة الروايات المسيحية الصهيونية وتوجيه الإنجيليين الشباب الذين قد يتعاطفون مع الحركات المناهضة للعنصرية والذين يرغبون في تجنب التواطؤ في تشريد الفلسطينيين.
- Stephen Sizer, Christian Zionism: Road-map to Armageddon? (Wipf and Stock Publishers, 2021).
- Sizer, Christian Zionism.
- Sizer, Christian Zionism.
- Dugger, Ronnie. “Does Reagan Expect a Nuclear Armageddon?” Washington Post. April 18, 1984.
- انظر أيضًا ما قاله بيرلستين عن الضغوط التي مارسها المؤتمر الرسولي.
- رفضت وزارة التعليم في عهد بايدن تعريف معاداة السامية الذي وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست.
- Sizer. Christian Zionism.