أفكار “سوداوية” في ذكرى اندلاع الثورات العربية
تمر هذه الأيام الذكرى السنوية لبداية الثورات العربية ضد الدكتاتورية والقمع والقهر الاجتماعي، والتبعية وسياسات الإفقار والإذلال والتطبيع مع دولة الاحتلال والأبرتهايد. بعد هذه السنوات يبدو الحلم الذي بدا تحقيقه وشيكًا، حلم الحرية والعيش والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، أبعد مما يكون.
حوربت الثورات العربية وقُمعت من جذورها لأنها بدأت بتدشين قواعد العدل الاجتماعي في مواجهة مصالح فئة قليلة استحوذت على النسبة الأعظم من ثروات البلاد، وتركت الفتات ليقتات منه أغلبية الشعب، ولأنها طالبت بالحفاظ على استقلال القرارات السيادية ضد قوى، منها إسرائيل، أرادت للعالم العربي أن يعفن في حظيرة التبعية والتطبيع.
وعلى صعيد المثال، أتى تصريح وزير الخارجية اللبناني المعروف بعنصريته، جبران باسيل، والذي يعبر بشكل واضح وصريح عن حالة نمو الثورات المضادة وقدرتها على المجاهرة بالعداء لحقوق الشعب الفلسطيني الأساسية، والمكفولة في إطار القانون الدولي، بقوله لإحدى وسائل الإعلام "نحن ليس لدينا قضية أيديولوجية ضد إسرائيل ونحن لا نرفض وجودها. إسرائيل يحق لها أن تنعم بالأمان"!
ومع الحملة المسعورة من التطبيع العربي مع دولة الاستعمار الاستيطاني والأبرتهايد، وترافق ذلك مع الترويج لما يسمى "صفقة القرن"، من دون الإعلان عن محتواها رسميا، وتبني معظم قوى الثورة المضادة لها رسمياً أو من وراء الستار، تتضح الخسارة الهائلة التي تكبدتها الشعوب العربية بشكل عام، والشعب الفلسطيني بشكل خاص. الشعب الفلسطيني الذي أصبح تلك "الكتلة الصماء" التي يتكلم باسمها الجميع ولا يعرفها أحد!