إسرائيل وداعش وهجمات باريس
إبّان انشغال العالم أجمع بضحايا الهجمات الإرهابية في باريس وبيروت وسيناء وأماكن أخرى، كانت إسرائيل مشغولة ومُسْتهلَكة بأمور أخرى: كيف تجني ريع هذه الهجمات، وتستخدمها لمصالحها على المستويات: العالمي والإقليمي والمحلي؟ تعرف إسرائيل تماماً، وهي ممارسة ضروس للإرهاب منذ إنشائها، كيف تستفيد من أوجاع الآخرين، وتستحدث منها فرصاً اقتصادية وسياسية على المستويات الثلاثة.
عالمياً، استخدمت إسرائيل الهجمات في باريس، خصوصاً، من أجل إبراز وإظهار بل واستعراض "قدرتها الاستخباراتية وذكائها"، فقد ادّعت مخابراتها تزويدها الدولة المعنية بمعلومات استخباراتية مهمة ودقيقة عن الهجمات المحتملة. وكان هذا "الاستعلاء الاستخباراتي" محط احتفاء الصحف اليومية الإسرائيلية اليمينية واليسارية. والقضية، هنا، أن هذه القضية ليست أمنية أو استخباراتية وحسب، وإنما، بالدرجة الأولى، "قضية تسويق"، (تشبه تسويق الشركات لعلاماتها التجارية) من أجل وضع إسرائيل في موقع أكثر تقدماً وقوة في قائمة الدول المحاربة للإرهاب على المستوى العالمي، في عالم تسوده المعايير المقلوبة، فلا عجب في طرح هذه المحاججة.