التهدئة والمصالحة: أولويات غزة في السياق الوطني
ينشغل الحقل السياسي الفلسطيني هذه الايام في نزاع حول تحديد الاولويات الفلسطينية، وما ينبغي تقديمه على غيره من خيارات، ما بين التهدئة مع إسرائيل أو المصالحة الفلسطينية الداخلية. تنقسم الرؤى حول هذا الموضوع إلى اتجاهين مختلفين. الاتجاه الأول يرى بضرورة تقديم المصالحة كأولوية، على اعتبار أنها القادرة على حل أزمة النظام السياسي الفلسطيني، بينما يرى الاتجاه الآخر أن الاولوية هي للتهدئة في قطاع غزة ضمن شروط كسر الحصار أو تخفيفه على الأقل.
تتبنى معظم الفصائل الفلسطينية في غزة التهدئة كأولوية، وتوظف مسيرات العودة لتعزيز صمود المواطن الغزي والدفع تجاه كسر الحصار الإسرائيلي الذي دمر كافة أشكال الحياة في قطاع غزة، والذي يقف اليوم ومنذ أكثر من اثنى عشر عاماً، على أعتاب كارثة إنسانية بحسب تقارير الأمم المتحدة. بدورها ساهمت السلطة الفلسطينية في تدهور الوضع في غزة عقب الإجراءات العقابية التي اتخذتها منذ اذار/ مارس 2017 عندما خفضت رواتب الموظفين الى النصف وأحالت الآلاف منهم الى التقاعد القسري.