التواطؤ البريطاني لطمس الرواية الفلسطينية
تعكف المملكة المتحدة اليوم على اتخاذ تدابير لفرض الرقابة على التعبير والإبداع الثقافي الفلسطيني، بينما تُنفق إسرائيل أموالًا طائلة لترويج إنتاجها الثقافي دوليًا.
وتتراوح الإجراءات القمعية البريطانية بين التحركات الوزارية الرامية لحظر المقاطعة الثقافية، وخنق الحوار الأكاديمي، ورفض منح تأشيرة الدخول في أحيان كثيرة لفنانين ومثقفين فلسطينيين. وتدعم الإجراءات القمعية هذه الرواية الإسرائيلية الأحادية التي تُعين إسرائيل على مواصلة احتلال الأرض الفلسطينية وعلى ترسيخ نظام الفصل العنصري القائم.
وهذا التواطؤ البريطاني في اضطهاد الفلسطينيين ليس ظاهرة حديثة، بل يمكن القول إن جذوره تعود إلى وعد بلفور الصادر عام ١٩١٧، والذي دعا لإقامة دولةٍ للشعب اليهودي على أرض فلسطين وتجاهل وجودَ الفلسطينيين الذين يقيمون فوق هذه الأرض، وأسهم في عملية الطرد والنفي والتفتيت الاجتماعي والثقافي المستمرة حتى يومنا هذا. وكان ذلك البداية لنهجٍ بريطاني في التعامل مع الشعب الفلسطيني وقمع ثقافتهم وتاريخهم.