الفلسطيني المتلقي التائه
كنت قد كتبت قبل عدة أسابيع حول حاجة الفلسطينيين لأن يكونوا في صُلب وجوهر نظامهم السياسي وليس على أطرافه من أجل التأسيس لمرحلة جديدة يكون عنوانها المحاسبة والمسائلة الشعبية والتي ما زالت فعلياً غائبة في النظام السياسي الفلسطيني. في هذه الأيام يكثر الحديث عن المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واستقالة عباس وعدم استقالته في نفس الوقت وانتخابات وصراعات بل "تناحرات" حركة فتح؛ وبالتالي فالموجود في الأرض المحتلة هو "لخة فلسطينية" باللغة الشعبية ولكنها في الحقيقة ليست "باللخة" الشعبوية، بل على العكس تماما. فعادةً الشعوب والناس هم الأقدر على خلق حالات وأشكال "اللخة" وليست القيادات وخاصة إن كانت هذه القيادات قد انتهت ولاياتها. ولكن -وبقدرة قادر- أصبحت هذه القيادات -والتي حولت الفلسطيني إلى مجرد متلقي تائه غير مكترث في أغلب الأحيان- قادرة على خلق "زوبعات" وتهدئتها اذا تعلق الأمر بتوزيع المناصب والنفوذ والريع أو إرضاء المحتل.