القدس: فصل آخر من التهويد
تدخل القدس من جديد في دائرة العنف والاضطرب، فمع بدء موسم الأعياد اليهودية الكبرى، اقتحم مستوطنون إسرائيليون المسجد الأقصى وتوغلوا فيه، بدعم ومساندة من الشرطة الإسرائيلية. في الأثناء، شرعت السلطات الإسرائيلية في تقسيم الحرم مكانيًا وزمانيًا، حيث فرضت ساعات يومية لا يدخل الحرم أثناءها إلا اليهود، وصنَّفت مجموعات الناشطين من المرابطين والمرابطات للدفاع عن المقدسات الإسلامية كـ «منظمات غير قانونية». وقد ركزت جُلّ وسائل الإعلام أثناء تغطيتها الاضطرابات في القدس على الاشتباكات المباشرة، والتي غالبًا ما توصف بأنها حوادث منعزلة تدل على نشوء «حرب دينية» في القدس. غير أن تأطير الوضع على هذا النحو إشكالي جدًا، لأنه يتجاهل اختلال موازين القوى بين المستعمِر والمستعمَر، ولا يراعي تاريخ الاشتباكات الأخيرة ولا السياق الذي انبثقت منه.