اللجنة الرباعية للشرق الأوسط: وسيطٌ آخر غير نزيه
نشرت اللجنةُ الرباعية للشرق الأوسط الأسبوعَ الماضي تقريرًا يحثُّ القيادات السياسية الفلسطينية والإسرائيلية على اتخاذ تدابير للمحافظة على مسار حل الدولتين. وإذا ما قرأنا التقرير بعينٍ ناقدة فإننا سنرى سببَ فشلِ الجهودِ المبذولة لتحقيق حل الدولتين طوال العقدين الماضيين، فالتقريرُيزخر بالتحيزات المتأصلة، والافتراضات الإشكالية، والتوصيات غير المستنيرة، والانحياز في رؤية الواقع، وهي كلها من السمات المميزة للمؤسسات الدولية،كاللجنة الرباعية، التي ترسِّخ واقعَ الظلم والاحتلال العسكري والعنف الراهن.
يحتار القارئُالموضوعي في تقرير الرباعية الأخير: فهل هو تقريرٌ صادرٌ من هيئةٍ دولية أم من وزارةٍ إسرائيلية أم من مؤسسةٍ بحثية في تل أبيب؟ فالتقرير يُسلِّمبأن “الإرهاب الفلسطيني والتحريض الفلسطيني على العنف” مسؤولٌ عن انعدام الأمن الإسرائيلي والجمود السياسي. ويبني التقريرُ “تحليلَه” على مجموعة من الافتراضات الخاطئة واللامعقولة، من قبيل أن نتنياهو يدعم قيام دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في أمن وسلام، وأن الغالبية العظمى من كلاالشعبينلا يزالون يدعمون حل الدولتين.