المساعدات الدولية للفلسطينيين… هدية ملعونة
تفيد الإحصاءات الدولية المتاحة بأن أكثر من ثلاثين مليار دولار أميركي قد تم صرفها على ولصالح الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، منذ إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية قبل ما يزيد عن عقدين. وضع هذا "الاستثمار في السلام والتنمية"، كما يُحاجج المانحون، الفلسطينيين في مقدمة المتلقين للمساعدات الدولية غير العسكرية على مستوى العالم أجمع؛ إذ بلغت هذه المساعدات حوالي عشرين مليار دولار ما بين الأعوام 2006 و2014، بمعدل سنوي يقدر بحوالي 2.2 مليار دولار، وبمعدل 560 دولارا للشخص سنوياً.
ولكن، وعلى الرغم من هذه الأرقام المريبة نسبياً، ما زال السلام والتنمية بعيدي المنال، وتحققهما مستحيل في ظل الإطار السياسي الحالي، والذي يسجل الفشل تلو الآخر. أضف إلى ذلك أن منظومة المساعدات الدولية فشلت فشلا ذريعاً بتحقيق أهدافها الثلاثة المعلنة؛ إذ أنها لم تحقق سلاماً دائماً، ولم تبنِ مؤسسات فلسطينية فعالة، ومساءلة للشعب الفلسطيني، ولم تحقق أي شكل من التنمية الاقتصادية-الاجتماعية المستدامة. يتمثل ما حققته منظومة المساعدات الدولية بامتياز بفرض أمر واقع على الفلسطينيين، تزداد فيه المساعدات الدولية باضطراد. وفي المقابل، تتدهور المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بشكل مخيف. إذن، ثمّة معادلة خطية واضحة (زيادة المساعدات الدولية ترافقت مع هبوط في مستويات للعيش للفلسطينيين) بحاجة للتغيير الفوري.