الممارسات الإسرائيلية لتقويض التنمية الفلسطينية في المنطقة (ج)
إن الإتفاقيات المرحلية التي أوجدت المنطقة (ج) لم يتم إبرامها الا لتعمية الحاصل على أرض الواقع من سياسات إسرائيلية، والتي ألقت بظلالها على ممارسات وظروفًا شبيهة بالفصل العنصري أو الأبرتهايد. إن المتأمل فيما يجري في المنطقة (ج) يدرك أن المشروع الإسرائيلي - أي الاحتلال العسكري - ليس مؤقتًا ولا عَرَضيًا، كما نصت عليه اتفاقية أوسلو المرحلية التي وقعت في العام 1993. بل هو نظامٌ عرقي قومي استعماري استيطاني دائم تمخَّض من الأيديولوجية والممارسات الصهيونية المتطلعة إلى إقامة دولة يهودية خالصة تمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.
يتجلى هذا النظام بوضوح في منظومة السيطرة ومصفوفة الضبط الخشنة والقاسية التي تمارسها السلطات الإسرائيلية التي تضم نظامًا تعريفيًا وطُرقًا التفافية ونقاطًا عسكرية ونظامين قانونين منفصلين مطبقين على الفلسطينيين وعلى المستوطنين الإسرائيليين في الأرض الفلسطينية المحتلة، واحتكارًا إسرائيليًا للموارد الطبيعية الفلسطينية، وجدارا للفصل قام بمصادرة الأرض الفلسطينية وعزل القرى عن محيطها.