سياسات إسرائيل لخنق القدس اقتصادياً
ظلت مدينة القدس لعقود وجهةً سياحية رئيسية، فبعد انضواء الضفة الغربية، بما فيها القدس تحت الوصاية الأردنية في أعقاب النكبة عام ١٩٤٨ كانت السياحة أقوى قطاع في اقتصاد مدينة القدس.
وبحلول عام ١٩٦٦، بلغت مساهمة هذا القطاع ١٤٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الضفة الغربية، واستحدث فرص عمل كثيرة، مما أفضى إلى زيادة الدخل وتحسن مستويات المعيشة. وأدى هذا الازدهار في القطاع السياحي إلى زيادة الاستثمار الحكومي والخاص في البنية التحتية والمرافق المتصلة بالسياحة.
وبحلول عام ١٩٦٧، كانت الخدمات المتصلة بالسياحة متطورة جدًا مقارنةً بالخدمات الأخرى. ولطالما كانت مدينة القدس مركز التجارة والنقل والسياحة والثقافة للفلسطينيين في شتى أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت البلدة القديمة، القلب النابض لمدينة القدس، حيث كانت أسواقها تمثل المركز التجاري الرئيسي للمدينة، ملبية حاجات السكان والزوار المحليين والأجانب. ولكن المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تهويد المدينة منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 ادت إلى تراجع الدور التجاري للقدس، وخاصة للبلدة القديمة، نتيجة سياسات الاحتلال الديموغرافية والاقتصادية ومخططات التوسع الاستيطاني وطرد الفلسطينيين وسلب أراضيهم وممتلكاتهم.