غاز غزة وحصان طروادة الإسرائيلي
تجددت مؤخرا الجهود الرامية للسماح باستكشاف احتياطات الغاز الواقعة قبالة سواحل غزة. وهو تغيرٌ تام ومحير. فلا شك في أن تطوير حقل الغاز سيعود بالنفع، لأنه قد يتيح للفلسطينيين امتلاك قطاع طاقة مستقل وتنافسي. لكن، لا بد لنا من أن ننظر لهذا الدفع باتجاه الاستكشاف ضمن سياقه الأوسع؛ أي كجزء من معاوضةٍ تعزز الاستحواذ الإسرائيلي المستمر على الموارد الفلسطينية.
وقعت إسرائيل في السنوات القليلة الماضية، مذكرات تفاهم مع الفلسطينيين والحكومة الأردنية لتصدير الغاز إليهما من احتياطاتها الواقعة في حوض شرق المتوسط. ولاقت هذه المفاوضات، التي تمت في الخفاء، احتجاجا شعبياً ضعيفا في بادئ الأمر. لكن عندما شاع نبأ الصفقات، أخذ الفلسطينيون والأردنيون يعبئون ضد التطبيع مع إسرائيل من خلال صفقات الغاز، نظرا لاستمرار الاحتلال. وخرجت تقارير في الآونة الأخيرة، يُحتمل أن تكون استجابة لهذا الضغط الشعبي، تشكك في مستقبل صفقة الغاز الأولى التي تبرمها إسرائيل مع شركة توليد الطاقة الفلسطينية.