من غزة إلى الفنان عمرو واكد: لا تساهم في تبييض وجه الاحتلال
جاء خبر مشاركتكم في عمل سينمائي هوليوودي تُشارك فيه ملكة جمال إسرائيل لعام 2004، غال غادوت، التي خدمت في صفوف جيش الاحتلال لمدة عامين، صادمًا ليس فقط للمعجبين بفنك، بل لكل الشعوب العربية بما فيها الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه في مواجهة استعمار استيطاني عنصري. إن الصورة المطبوعة في ذهن كل فلسطيني وعربي عن المجندة غال غادوت هي صورتها وابنتها إلما "تصليان" لجيش الاحتلال في حربه على غزة عام 2014 والتي خلفت أكثر من 2200 شهيد، 443 منهم من الأطفال. كتبت المجندة أسفل الصورة "أرسل صلواتي وحبي لشعب إسرائيل، للبنات والأبناء الذين يخاطرون بحياتهم دفاعًا عن بلدنا ضد الأعمال الإرهابية والإرهابيين الذين يختبئون خلف الأطفال والنساء. إننا منتصرون!"، ثم أضافت "هاشتاغ" يعبر عن حب "جيش الدفاع".
هذه الحرب الإبادية كما تعلم استمرت لمدة 51 يوما، ودمرت الأخضر واليابس في قطاع غزة المحاصر أصلاً، ويتوقع وفقًا لتقارير الأمم المتحدة أن يصبح غير قابل للحياة في عام 2020. وكانت غادوت في مقابلة لاحقة لها مع مجلة "فاشن" قد تباهت أن خدمتها في جيش الاحتلال "هيأها للعمل في هوليوود!"؛ فهل مشاركتك في هذا العمل السينمائي الهوليوودي مع تلك الفنانة - المجندة هو بغرض تهيئة العمل لك في هوليوود عبر سلوك مسار تطبيعي؟
أ. عمرو،
لا شك أنك قد سمعت عن حركة المقاطعة العالمية (بي دي أس) ذات القيادة الفلسطينية، وعن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، التي تواجه مواقف يحاول من خلالها من يقوضون معايير المقاطعة إراحة ضمائرهم، إما من خلال إشراك بعض الفنانين العرب كورقة توت، تعمل على تغطية مشاركتهم في انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني الأساسية، أو من خلال الادعاء أن العمل الفني ما هو إلا عمل "متعدّد الجنسيّات، ولا يُدافع عن إسرائيل كدولة احتلال،" مثل فيلم "المرأة الخارقة" (1984)!
إن أكثر ما يقلق في هذا السياق، هو إصرار حضرتك على "البعد الإنساني" في العمل الفني، وتخطي حواجز الجنسية والقومية وغيرها في قرارك المفاجئ. وقد أتى ردك على الانتقادات التي وجهت لك من خلال قيامك بالمبادرة بطرح تعريفك الشخصي للتطبيع، وكأن الشعب الفلسطيني عاجز عن طرح هكذا تعريف: "ما هو تعريف التطبيع؟ بالنسبة لي هو كالآتي: العمل في أي شيء يبجل الاحتلال أو في شيء من إنتاج الاحتلال أو المتاجرة معهم. تسهيل الاحتلال أو التستر على جرائمه. العمل على تقزيم وتسفيه القضية. كل ذلك ممكن أن يعد تطبيع. أما التمثيل في عمل دولي متعدد الجنسيات في رأيي مش تطبيع خالص!".
لا أعرف إن كنت على إطلاع على تعريف التطبيع الذي أقره المجتمع المدني الفلسطيني بشكل جماعي عام 2007، ملحقاً بمعايير محددة للمقاطعة الفلسطينية والعربية؟ ومما لا شك فيه هو أنك تعرف الموقف الشعبي المصري المبدئي في عدم التعامل مع كل ما هو إسرائيلي. وللعلم، فإن حركة المقاطعة لا تدعو لمقاطعة الأفراد، إلا في حالات معينة يقوم بها الفرد بالدفاع عن جرائم حرب وجرائم كراهية، وهذا ينطبق حرفيًا على غال غادوت، التي أصبحت بوقًا يبرر كل الجرائم التي يقوم بها جيش الاحتلال.
أ. عمرو،