المواضيع
طالعوا تحليلاتنا بخصوص المجتمع المدني وسُبله في رسم ملامح المشهد الثقافي والسياسي والسياساتي.
طالعوا استشرافاتنا بخصوص تغيرات المشهد السياسي وتداعياتها على فلسطين
استزيدوا معرفةً بالسياسات والممارسات التي تحدد شكل الاقتصاد الفلسطيني
تعرَّفوا أكثر على الأوضاع الفريدة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في الشرق الأوسط
التحليلات
تحليلات متعمقة للسياسات الحالية أو المتوقعة التي تؤثر في إمكانيات التحرير الفلسطيني.
رؤى ووجهات نظر حول المسائل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتعلقة بفلسطين والفلسطينيين حول العالم.
تحليلات موجزة لسياسات محددة وخلفياتها وآثارها.
تعقيبات تضم رؤى متنوعة من محللين متعددين.
تجميعات لأعمال سابقة أنجزتها الشبكة حول موضوع محدد.
مشاريع مطوَّلة ومخصصة تسعى إلى الإجابة عن أسئلة بحثية تقع خارج نطاق تحليلاتنا المعتادة.
مبادرة بحثية معنية بالسياسات أطلقتها الشبكة: شبكة السياسات الفلسطينية.
سلسلة ندوات شهرية عبر الإنترنت تجمع خبراء فلسطينيين.
متميز
اشتركوا في نشرة الشبكة البريدية الآن لتصلكم أحدث التحليلات السياساتية الفلسطينية على بريدكم الإلكتروني:
دمج فلسطين في اليسار التقدمي
نظرة عامة
المنتدى الاجتماعي العالمي هو حركة عالمية من التقدميين اكتسبت قوة ونفوذاً على مدى العقد الماضي. وهناك اجتماعات إقليمية تسبق انعقاد المنتدى العالمي، حيث توشك القوى التقدمية في الولايات المتحدة أن تعقد المنتدى الاجتماعي الثاني في الولايات المتحدة في الفترة ما بين 22 و 26 حزيران/يونيو 2010. وفي هذا الصدد، تتناول مستشارة السياسات لدى الشبكة، نورا عريقات، الفجوة بين الحلم الفلسطيني والعربي بأمريكا ملتزمة بالعدالة وبين واقع العمل الذي سيتطلبه تحقيق هذا الحلم، وتنطلق في طرحها من استبعاد التمثيل الفلسطيني في المنتدى الاجتماعي الأول المنعقد في الولايات المتحدة في عام 2007. وترى نورا عريقات أن البناء على النجاحات التي تحققت مؤخراً داخل المجتمع الأمريكي التقدمي – بما في ذلك الاضطلاع بدور رئيسي في تنظيم المنتدى لهذا العام – يقتضي النظر إلى الكفاح من أجل إحقاق العدالة للفلسطينيين بوصفه مهمة من مهام السياسات التي تترتب عليها آثار عالمية تؤثر في الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب والمجتمعات الأمريكية المهمشة.
بين الطموح والفعل
لا يكاد المرء يرى عربياً أو فلسطينياً قاطناً في الولايات المتحدة إلا يود أن يحمل أصدقاؤه الأمريكيون راية العدالة من أجل فلسطين وأن يحولوا وجهة السياسة الأمريكية نحو الصراع. فحتى إدوارد سعيد، وهو البروفسور الموقر في جامعة كولومبيا والذي حظي باحترام واهتمام في شتى الميادين، قد عبر عن هذا الشعور. ففي مسيرة العودة في عام 2002 في مدينة نيويورك، دعا إدوارد سعيد الحشود المتحمسة إلى التحدث عن فلسطين إلى كل إنسان وفي كل مكان: في محال البقالة، والمكتب، والملعب، وجمعيات الآباء والمعلمين، وموقف الحافلات وعلى متن وسائط النقل، وفي كل مكان.
ومع ذلك ورغم هذا التوق لتعزيز التضامن الأمريكي، ثمة فجوة واسعة بين الطموح وبين الفهم المطلوب لتحقيقه – بأن الفلسطينيين وشعوباً أخرى غيرهم والملايين من الأمريكيين المهمشين يجابهون العوائق الهيكلية ذاتها والتي تحول بينهم وبين حصولهم على كرامتهم الإنسانية الكاملة. إن معرفة العدو المشترك والتأكيد على الإنسانية المشتركة هو محور التضامن الحقيقي.
فمن إذن قد يشكل حليفاً فعالاً للفلسطينيين داخل الولايات المتحدة؟ ومن يجابه التمييز المؤسسي المماثل لذلك التمييز الذي يجعل من الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية على أرضهم؟ وأي المجتمعات في الولايات المتحدة تخضع للتصنيف العنصري، والحبس بصورة منهجية، والإفقار من خلال مزيج من العوامل المؤسسية، وتفتقر إلى الرعاية الصحية وفرص العمل والسكن الآمن؟
بالنسبة للعرب والفلسطينيين الأمريكيين التقدميين، فإن نظرائهم من الأمريكيين هم المهاجرون، والعمال الفقراء، والعمال المهاجرون، والسكان الأصليون، والأقليات العرقية، وغيرها من مجتمعات الولايات المتحدة التي يمكن التضحية بها من منظور إطار العمل الاقتصادي الليبرالي الجديد الذي يروج نفسه على أنه لا يميز على أساس العرق، ويقدس الفرد، ويزدري الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، ويضع أرباح الشركات فوق اعتبارات مصلحة الشعب. لقد أجبرت هذه السياسات الاقتصادية الأسر الفقيرة على ترك منازلها في الولايات المتحدة، وأدت إلى سجن الأفارقة الأمريكيين بصورة ممنهجة بهدف الربح، وقوضت قدرة الحركات العمالية على التفاوض بشأن حقوق العمال، وسرّعت وتيرة تحويل مناطق الفقراء إلى مناطق للأغنياء في المراكز الحضرية، كما أججت الهجوم الغادر على المهاجرين.
يحتمل الفلسطينيون، كنظرائهم الآخرين، العبء الأكبر من نتائج أجندات الليبرالية الجديدة – والتي من أهمها التوسع في أسواق العمل والأسواق الاستهلاكية وفي استخراج الموارد – عن طريق الاستعمار و/أو الهيمنة العسكرية.
يعكف الآلاف من الأمريكيين المعارضين لظهور الليبرالية الجديدة في الولايات المتحدة وخارجها – ما أصطلح تسميته هنا “باليسار التقدمي” – على تنظيم المنتدى الاجتماعي الثاني في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان في الفترة ما بين 22 و 26 حزيران/يونيو 2010. والمنتدى الاجتماعي هو النسخة الأمريكية للمنتدى الاجتماعي العالمي ووفقاً لمنظميه فإنه “سوف يوفر حيزاً لبناء العلاقات، والتعلم من خبرات الآخرين، ومشاطرة تحليلنا بشأن المشاكل التي تواجهها مجتمعاتنا، ويجلب رؤى وعناصر إلهام متجددة. وسيساعد في تطوير القيادة والوعي والرؤية والاستراتيجية اللازمة لخلق عالم آخر.”
يعكس المنتدى الاجتماعي الأمريكي المبادئ السياسية التي صاغها المنتدى الاجتماعي العالمي المنعقد في ريو دي جانيرو بالبرازيل في عام 2001. ويكمن في صميم هذه المبادئ الالتزام بعملية تعاونية عالمية تهدف إلى خلق عالم ترتكز الدول القومية فيه على “نظم ومؤسسات دولية ديمقراطية لخدمة العدالة الاجتماعية والمساواة وتحقيق سيادة الشعوب.”
الاستبعاد من اليسار التقدمي
يشكل المنتدى الاجتماعي المنعقد في الولايات المتحدة حيزاً مواتياً للفلسطينيين لإقامة تحالفات مع القوى التقدمية الأخرى وإدراج قضية حق الفلسطينيين في تقرير المصير في جدول أعمال تيار اليسار التقدمي بصورة أكبر. وهذا تحديداً ما يسعى إليه العرب والفلسطينيون الأمريكيون الذين يعتبرون الأزمات في الشرق الأوسط ودعم الولايات المتحدة لها صنيعة من صنائع الليبرالية الجديدة المطلقة. ولكن حتى في هذا الحيز، اضطر الفلسطينيون إلى الكفاح من أجل تمثيل أنفسهم ومقاومة اتجاه ليبرالي يرمي إلى تقديم “توازن” في الروايات قبل أن يتمكنوا من الحصول على التضامن الحقيقي.
ففي المنتدى الأول المنعقد في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا في يوليو/تموز 2007، لم يتلق أي عربي أو فلسطيني دعوة للمشاركة في لجنة التخطيط الوطنية، وهي بمثابة الهيئة المنظمة للمنتدى وتتألف من المنظمات المعنية بإحقاق العدالة الاجتماعية والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. ولقد حث الفلسطينيون وحلفاؤهم اللجنة كي تدعو جمال جمعة، وهو أحد رواد المجتمع المدني الفلسطيني، لإلقاء كلمة أمام الجلسة العامة يتناول فيها قيام الولايات المتحدة بتسليح منطقة الشرق الأوسط. وجمال جمعة هو عضو مؤسس في حملة أوقفوا الجدار وعضو بارز في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها وهي حركة ذات قيادة فلسطينية. وبدلاً من ذلك، وجهت اللجنة دعوتها لامرأة يهودية صهيونية ليبرالية دعت في كلمتها أمام ما يقرب من 12,000 شخص إلى اتباع نهج مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين يقوم على تبني اللاعنف وبناء السلام. وبذلك فإنها قد “وازنت” بين الروايات الإسرائيلية والفلسطينية وصورت التمييز المؤسسي والتشريد والاحتلال الذي يعانيه الفلسطينيون بأنه نتاج الحرب الأهلية وليس نتاج الاستعمار الأجنبي الذي تدعمه الولايات المتحدة. ووفقاً للناشط الفلسطيني سامي كتمتو الذي حضر الجلسة، فإن “الرسالة الموجهة لنا كانت تفيد بأن العرب والفلسطينيين لم يكونوا عنصراً ذا قيمة في المنتدى ولم تكن ثمة حاجة بالنسبة لنا لتمثيل أنفسنا. وفي حلقة نقاشية حول الإمبريالية الأمريكية، كان هناك متحدث يناهض حق الفلسطينيين في تقرير المصير ويتحدث في صالح دعم الجهود الإمبريالية في فلسطين.”
وسرعان ما انتشر خبر الكلمة المثيرة للجدل، ولا سيما في خيمة فلسطين (“نهر البارد”) وهي محور تنظيم الأنشطة التعليمية والثقافية التي يقوم على تنسيقها المشاركون الفلسطينيون وحلفاؤهم في المنتدى. وقد قرر سامي كيتيمو وناشطون آخرون صياغة بيان موجه للجنة التخطيط الوطنية يعربون فيه عن قلقهم إزاء الاختيار غير الموفق للمتحدث في الجلسة العامة. وردت اللجنة صراحةً بقولها إنها لم تحسن الصنع جهلاً منها وإن اسم المتحدثة العبري قد التبس عليها في واقع الأمر وظنته اسماً عربياً، وهو ما جعل اللجنة تخال المتحدثة عربية. وفي بادرة تصالحية، دعت لجنة التخطيط الوطنية الناشطين الفلسطينيين ومؤيديهم لقراءة بيانهم على مسامع الحضور في اليوم التالي.
وقد استمرت جهود المتابعة مع منظمي المنتدى منذ عام 2007. وفي هذا الصدد، تقول سارة كيرشنار، وهي أحد الأعضاء المؤسسين للشبكة اليهودية الدولية المناهضة للصهيونية الذين حضروا المنتدى عام 2007، إن إجراء المتابعة إضافة إلى مسألة المتحدث المثيرة للجدل قد عززت التزام لجنة التخطيط الوطنية بإيلاء الأولوية للمشاركة الفلسطينية في تنظيم المنتدى لعام 2010. وفي حزيران/يونيو 2009، طلب ممثل عن المنتدى من شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تحالف فضفاض يتكون من أفراد ومؤسسات فلسطينية مكرسة لبناء شبكة تشاركية وشاملة لكافة فلسطينيي الشتات المتواجدين على أرض الولايات المتحدة، أن تتقدم بطلب للدخول في عضوية لجنة التخطيط الوطنية. تضم شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية أفراداً ومنظمات ونواد في القرى والبلدات في كافة أرجاء الولايات المتحدة يجمعهم هدف التصدي والتغلب على التشرذم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، والتأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتشجيع المبادرات التعاونية في تعزيز حق الفلسطينيين في تقرير المصير.1 وبعد انتهاء عملية المقابلة، حاز طلب الشبكة على الموافقة وأمست الشبكة عضواً بارزاً في تنظيم المنتدى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2009.
بناء التضامن في المنتدى الاجتماعي الأمريكي
تمكنت شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية من حشد جهود عديدة لخلق قوة مؤثرة في المنتدى الاجتماعي الأمريكي لعام 2010، بما في ذلك:
وبالإضافة إلى ذلك، سوف يكون جمال جمعة، منسق للحملة الشعبية الفلسطينية لمقاومة جدار الفصل العنصري، أحد المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الدولية العامة. (http://ussf.palestineconference.org/) وسوف يُلقي جمال جمعة كلمة في المنتدى عبر الفيديو بسبب القيود التي فرضتها إسرائيل على سفره في أعقاب احتجازه لمدة 25 يوماً بسبب نشاطاته السياسية ضد جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية. ووفقا لراما قاصد، وهي من المنظمين البارزين العاملين في شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن “عدم قدرة جمال على إلقاء كلمته بحضوره شخصياً أمام المنتدى ليست عائقاً – بل على العكس، إذ سوف يُبرز ذلك الطابع التعسفي والمزاجي لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي.”
ومن بين حلقات العمل المقرر عقدها واحدة بعنوان “متحدون في وجه العنصرية والحرب: من نيو أورليانز إلى فلسطين”، والتي تهدف، وفقاً لكيرشنار، إلى تعزيز حركة مناهضة العنصرية عن طريق “مناقشة الآثار المترتبة على بناء نضالات مشتركة ضد العنصرية التي تعاني منها المجتمعات في الولايات المتحدة وأولئك المتأثرين بسياسات الولايات المتحدة في الخارج، مع التركيز بوجه خاص على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل”. متحدون في وجه العنصرية هو تحالف متعدد الأعراق والجنسيات نشأ في أعقاب تنامي التصنيف العنصري الذي استهدف العرب والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وإهمال الأقليات أثناء إعصار كاترينا في عام 2005 وبعده، وتصاعد وتيرة العنف ضد الفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة الثانية ولا سيما منذ انتصار حماس في انتخابات عام 2006. وقد أسس التحالف نفسه رسمياً في عام 2008 في إطار التحضير للمؤتمر الشعبي الذي تعقده شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقاً لكالي أكونو، وهي منظِّمة على الصعيد الوطني في حركة مالكولم إكس وأحد مؤسسي التحالف، فإن تحالف “متحدون في وجه العنصرية” قد اختار وضع فلسطين في صميم تحليلاته المتعلقة بمكافحة العنصرية لأن نشاطاته ومنظماته الأساسية “تشترك في الرأي بأن فلسطين تمثل مقياساً لمدى ما يمكن أن تفعله الإمبريالية كي تضمن استمرار النظام الرأسمالي المستند إلى القهر والاستغلال دون هوادة. وهناك تفاهم عام على أن تحرير فلسطين هو محور حاسم في التحول من هذا النظام وخلق نظام عالمي أكثر إنسانية.”
التحديات المقبلة
إن إقامة تحالفات قوية مع تلك المجتمعات والأشخاص، مثل كالي، الذين لهم عدو مشترك ومصير مشترك لا يمثل سوى نصف المعركة في ترسيخ التضامن الحقيقي. أما النصف الآخر فيعتمد على المجتمع العربي والفلسطيني، وتحديداً على قدرته على الالتزام بنضالات أخرى. وقد لمست شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال جهودها التوعوية التي بذلتها في سياق المنتدى الاجتماعي الأمريكي بأنه رغم قدرة العرب والفلسطينيين على تمييز أوجه الظلم الهيكلية الكامنة في الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيليين، فهم ليسوا على القدر نفسه من الدراية بالمظالم المماثلة التي تعانيها المجتمعات المهمشة في الولايات المتحدة.
ومن الأمثلة على ذلك، مثال أستمده من تجربتي الشخصية في العمل لدى إحدى المنظمات الوطنية المعنية بالعلاقات العربية الأمريكية. فأثناء عامي الدراسي الأخير في كلية الحقوق قبل عدة سنوات، كنت أبحث عن فرصة لممارسة مهنة المحاماة بشكل خلاَّق في سياق النهوض بالعدالة الاجتماعية. وبعد محادثة مبدئية، شجعتني هذه المنظمة الوطنية أن أتقدم باقتراح مشروع ضمن برنامج زمالة ترعاه هذه المنظمة. وقد وضعت، وكلي حماسة من الرد الإيجابي، خطةً تهدف إلى تخفيف التوترات السائدة بين العرب والسود في مدينة ديترويت عن طريق تصميم حملات مشتركة لمكافحة الجور البيئي الذي يُضر بكلا المجتمعين، وتنمية الحوار بين قادة المجتمعات المحلية فيما يتعلق بالامتعاض الناشئ بين أصحاب محال الخمور من العرب الأمريكيين وبين الأفارقة الأمريكيين الذين يعانون من مشكلة الادمان على الكحول. ولكن المنظمة أبلغتني برفضها للمقترح عبر مكالمة هاتفية مقتضبة وفظة، إذ قيل لي أن مقترحي كان “على منوال منطقة خليج سان فرانسيسكو”، وهي كناية عن كونه “مثيراً للجدل للغاية.” 2
أفترض أن انتقاد أقلية مستهدفة كالعرب الأمريكيين هو أمر مثير للجدل بعض الشيئ، غير أن هذا هو بالضبط ما يجسد وضعنا. ففي حين أننا نرثي لعدم وجود تأييد للنضال الفلسطيني من أجل العدالة، فإننا لا نبذل سوى القليل القليل للتصدي للعنصرية التي تنخرط فيها مجتمعاتنا سواء عن قصد أم عن غير قصد. وإذا ما كنا نريد تحقيق التضامن الحقيقي والاستفادة منه، فإنه لا يتوجب أن نتحدث عن فلسطين للجميع وفي كل مكان وحسب، مثلما دعا إلى ذلك إدوارد سعيد، وإنما يجب أيضاً أن نُحدث مجتمعاتنا العربية والفلسطينية عن الآخرين جميعهم.
نورا عريقات
أحدث المنشورات
تصور جديد لفلسطين بعد عام من الإبادة الجماعية
محور سياساتي: عام من الإبادة الجماعية في غزة
المملكة المتحدة وحظرها الوهمي على الأسلحة
نحن نبني شبكةً من أجل التحرير.
ونحن نعمل جاهدين، باعتبارنا المؤسسة الفكرية الفلسطينية العالمية الوحيدة، للاستجابة للتطورات السريعة المؤثرة في الفلسطينيين، بينما نحافظ على التزامنا بتسليط الضوء على القضايا التي قد يتم تجاهلها لولا تركيزنا عليها.