جنون القدس ما بين القرار والتحرير
مر شهر على قرار ترامب وأعرف الآن أنني لا أطمع في شيء ولا أخاف من شيء، وها قد تخلصت من أفكاري ومن عواطفي وصعدت إلى الحرية والتحرر، بوحشية سأقوم وأغامر لقد تخلدت القدس كحق البقاء فينا، تتعايش بنا وتشكل سيمفونية روحانية، هكذا هي حالة الفلسطينيين نحو التمرد تجاه الحاصل.
ولكن ماذا لو كنا عارين من الأفكار والعقلانية وتركناها على زاوية أخرى لوهلة فقط، ونتكلم عن الجمال والتقارب إليه في مدينة يجتاحها مصفوفات الجماليات، وكم كنا نرى السعادة في صور لأوراق تُكتب فيها أسماؤنا ويحملها شوق القدس لنا، وكم مصور تمنى التقاط أنفاس آلته التصورية لها، وكم من مصمم جسد روح جمال المدينة في عمله، وكم من كاتب أرهص كتاباته وزينها بها، وكم من قائد حاول عنونة اسمه بها، وكم من فقير خيّالٍ سرح وتأمل في حمايتها، وكم من مثقف نقد تصوراته وقابلها بإيمان، وكم من مؤرخ ربط لسانه صونًا لها! هكذا نظر الأحرار تجاه القدس فكرةً وروحًا، والقدس نفسها الآن تواجه انهيارها وغضبها في آن واحد.