بينما تمضي إسرائيل في حملة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، أخذ كثيرون يتباحثون حول مستقبل حماس والقيادة الفلسطينية عمومًا حال انتهاء القصف. ومن المقترحات السائدة المتداولة في أوساط المحللين من الفلسطينيين وغيرهم مقترحُ إعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية بوجود حماس عضوًا فيها.
ألمحَ مسؤولون رفيعو المستوى في حماس في الأسابيع الأخيرة رغبتهم من جديد في الانضمام إلى المنظمة، بينما قال رئيس الوزراء السابق في السلطة الفلسطينية سلام فياض مؤخرًا إن على منظمة التحرير أن تشمل في عضويتها حماس والجهاد الإسلامي كي تكتسب الشرعية الشعبية. وبالمثل، أشار رئيس وزراء السلطة الفلسطينية الحالي محمد اشتية إلى الاستعداد للنظر في انضمام حماس، بشرط قبولها ولايةَ منظمة التحرير الفلسطينية الحالية.
غير أن إحياء منظمة التحرير يتطلب أكثر من مجرد ضم حماس وربما الجهاد الإسلامي كعضوين فيها. فعلى مدار 20 عامَا مضت، عملت السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح على إفراغ المنظمة فعليًا من مضمونها وتركتها مؤسسةً عقيمة، تخدم بالأساس أهداف السلطة بدلًا من أهداف الشعب الفلسطيني عامة كما كان مطلوبًا منها بالأساس. فما الذي يقتضيه إنعاش منظمة التحرير بالإضافة إلى إدخال حماس والجهاد الإسلامي فيها؟ وما المقدَّرات المتوفرة اللازمة لإتمام هذا المسعى، ومَن بوسعه الاضطلاع بهذا المجهود لضمان محصلةٍ قائمة على تقرير المصير؟
في محاولةٍ لتعزيز التفكير في هذه المسائل، تسترجع الشبكة مجموعة من منشوراتها السابقة التي تناولت هذا الموضوع بالتحديد. تبين هذه الأعمال أن هذه المسائل التي انبرى الكثيرون لبحثها اليوم ليست جديدة، وإنما امتدادٌ لسنوات من النقاش والحوار داخل المجتمع الفلسطيني.
استعادة منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة إشراك الشباب
نجمة علي ومروة فطافطة ودانا الكرد وفادي قرعان وبلال الشوبكي (آب/أغسطس 2020)
في هذه المجموعة من الأوراق البحثية، يعرض محللو الشبكة ردًا متعدِّدَ الجوانب على الدعوات المنادية باستعادة منظمة التحرير الفلسطينية. يستعرض بلال الشوبكي التطور السياسي لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ويرى بأن الوقت قد حان، بعد 30 عامًا من الإقصاء، لإدخال الحركتين تحت مظلة منظمة التحرير. وتتناول نجمة علي التناقض الظاهري في صفة المنظمة كحركةِ تحرر وهيئة حاكمة في آن معًا، وترى بوجوب توضيح هذا التناقض بدايةً قبل أن يتسنى رسم ملامح شكلٍ فعال للتمثيل. يتصدى فادي قرعان إلى العراقيل الكامنة في طريق تطوير قيادة حقيقية، ولا سيما في أوساط الشباب، ويتناول دور المقاومة كوسيلة للخروج من هذا الوضع الموحِل. تستلهم دانا الكرد بالشتات، فتركز على حركة الشباب الفلسطيني كنموذج لمؤسسةٍ فلسطينية جامعة تطورت بطريقة فعالة وتجاوبية. وفي الختام، تُركز مروة فطافطة على قضية المساءلة في النضال من أجل استعادة منظمة التحرير، وتناقش السُبل المتاحة لضمان أن تكونَ جزءًا في الحركة الوطنية المستقبلية.
إحياء قوة فلسطينية: الشتات والسلك الدبلوماسي
إيناس عبد الرازق وزها حسن ونادية حجاب ومنى يونس (أيار/مايو 2021)
هذه الدراسةُ هي الأولى من نوعها حول السلك الدبلوماسي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ومدى مشاركته وانخراطه مع الشتات الفلسطيني. تتناول الكاتبات الافتراض القائل بأن زيادة العمل بين الشتات والبعثات الدبلوماسية التابعة لمنظمة التحرير قد يؤدي إلى تعزيز المنظمة وصِفتها التمثيلية. واستخدمت الكاتبات منهجيةً مفصّلة اشتملت على إجراء مقابلات مع مجموعة مختارة من الفاعلين في المجتمع المدني ودبلوماسيين سابقين وحاليين من منظمة التحرير، وسعينَ من خلال الدراسة إلى تقييم إمكانية اضطلاع السلك الدبلوماسي بدورٍ أساسي في إحياء منظمة التحرير والتطلعات الوطنية الجمعية.
مصفوفة السيناريوهات الممكنة للضفة الغربية وغزة
محمد الرزي ويارا عاصي وجميل هلال وتهاني مصطفى وطارق صادق وبلال الشوبكي (أيار/مايو 2023)
مصفوفة سيناريوهات الشبكة هي مبادرةٌ بحثية تنطوي على إجراء تقييم فلسطيني للسيناريوهات المحتملة، وبيان تداعيات وعواقب السيناريوهات السياسية المستقبلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. تتناول مصفوفة الشبكة، بالعرض والتحليل، سيناريوهات مختلفة يُحتملُ أن يواجهها الفلسطينيون في المستقبل القريب، ومنها سيناريو إحياء منظمة التحرير الفلسطينية. تستخدم المصفوفة مقاربةً قطاعية لتحليل تداعيات هذه السيناريوهات على قطاعات محددة بعينها. ويتناول الإصدار الأول من المصفوفة خمسةَ قطاعات هي الصحة، والحوكمة والأمن وسيادة القانون، وقطاع الاقتصاد، وقطاع التعليم، والقطاع الاجتماعي. ويحتوي كل سيناريو كذلك على تحليل سياسي. ونحن ندعوكم إلى استخدام هذه الأداة التفاعلية لتعميق الفهم حول إحياء منظمة التحرير وكيف قد يؤثر في القطاعات الفلسطينية المختلفة.
القيادة الفلسطينية: شكل النموذج الجديد
علي عبد الوهاب وطارق بقعوني ومروة فطافطة ودانا الكرد (حزيران/يونيو 2018)
يجيب المحللون في هذه الحلقة النقاشية عن ثلاثة تساؤلات محورية: ما هو نموذج الحكم الذي يمكن أن يكفل التمثيل الديمقراطي التام والمشاركة الشعبية الكاملة للشعب الفلسطيني داخل الضفة الغربية وقطاع غزة وخارجهما؟ كيف لنا أن نضمنَ مساءلة القيادة والمؤسسات الجديدة أمام الشعب الفلسطيني وكيف لنا أن نضمن أنها ستُلبي احتياجاته؟ كيف باستطاعتنا أن نتغلب على تشتت الفلسطينيين جغرافيًا وسياسيًا؟
تدعو دانا الكرد في إجابتها إلى العودة إلى هيكل منظمة التحرير الفلسطينية الأصلي الذي من شأنه أن يُعطي فلسطيني الشتات دورًا رئيسيًا في إعادة توجيه مسار الشعب الفلسطيني. وتقترح مروة فطافطة وإيناس عبد الرازق إحداث تغييرات أوسع، حيث تدعوان إلى تطبيق اللامركزية في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لزيادة الصلاحيات على المستوى المحلي وكسر احتكار القيادة الحالية للسلطة والنفوذ. أمّا طارق بقعوني وعلي عبد الوهاب فيوصيان بتشكيل لجنة أو هيئة خارج إطار القيادة الحالية بهدف إيجاد نموذج تمثيلي جديد.
انتفاضة الوحدة: هل من دور لمنظمة التحرير الفلسطينية؟
مع زها حسن ونادية حجاب ونديم بوالصة (تموز/يوليو 2021)
ما تزال منظمة التحرير الفلسطينية غائبةً بشكل ملحوظ عن التنظيم والعمل الشعبي الفلسطيني، بدءًا من انتفاضة الوحدة التي انطلقت في 2021 وحتى الجهود المبذولة حاليًا لمقاومة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي. وهذا ما حدا بفلسطينيين كُثر إلى التشكيك في شرعية المنظمة وأهميتها. هل ما زال الفلسطينيون بحاجة منظمة التحرير الفلسطينية؟ إذا كان الجواب نعم، لماذا إذن؟ تنضم نادية حجاب وزها حسن إلى المُضيف نديم بوالصة لمناقشة هذه الأسئلة وغيرها في هذه الحلقة من مختبر سياسات الشبكة. ملحوظة: هذه الحلقة من مختبر السياسات متوفرة باللغة الإنجليزية فقط.
الفلسطينيون وضرورة استعادة منظمة التحرير
نجمة علي وبلال الشوبكي وعلاء الترتير (أيلول/سبتمبر 2020)
إن استمرار النظام الإسرائيلي في ضم الأراضي الفلسطينية ومضيِّه في توسيع دائرة التطبيع مع الحكومات العربية يُحتِّمُ على الفلسطينيين إحياء منظمة التحرير الفلسطينية واستعادة دورها بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين كافة، فهذا ما تقتضيه استعادة المشروع السياسي الفلسطيني ووضع رؤية سياسية، ولا سيما في ظل فشل مشروع السلطة الفلسطينية ونموذجها القائم على حل الدولتين. في هذه الحلقة من مختبر السياسات، ينضم محللا الشبكة بلال الشوبكي ونجمة علي إلى المُضيف علاء الترتير لمناقشة أهمية تفعيل منظمة التحرير في السياق الراهن وسُبل إحيائها بصفتها الممثل الشرعي والديموقراطي الوحيد للشعب الفلسطيني أينما كان. ملحوظة: هذه الحلقة من مختبر السياسات متوفرة باللغة العربية فقط.
2020 والقيادة الفلسطينية مع طارق بقعوني
مع طارق بقعوني ويارا هواري (2020 كانون الأول/ديسمبر)
في هذه الحلقة من بودكاست فلسطين بفكر جديد، يتناول طارق بقعوني والمضيفة يارا هواري فشل القيادة الفلسطينية في التصدي للنظام الإسرائيلي على الأرض وتوحيد الشعب الفلسطيني الذي يتزايد تجزؤًا اجتماعيًا وجغرافيًا وسياسيًا. ويناقشان تأثيرَ التجزئة على النضال من أجل التحرير، ودور غزة، وفرص المصالحة السياسية بين الفصائل الفلسطينية المهيمنة. ملحوظة: هذه الحلقة من البودكاست متوفرة باللغة الإنجليزية فقط.
للاطلاع على تحليل أوفى حول القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ندعوكم إلى قراءة مجموعة المنشورات المختارة السابقة، تحت المجهر: منظمة التحرير الفلسطينية والتمثيل الفلسطيني (2017).