شهدَ العقد الماضي تحولاتٍ كبيرةً في أنشطة التضامن مع فلسطين والفلسطينيين في الولايات المتحدة. وكثيرٌ من هذه التحولات ناجمٌ من ومساهم في تفتح الوعي المتسارع بالكفاح الفلسطيني. غير أن شعبية فلسطين الجديدة لا تُفضي بالضرورة إلى قوة سياسية أكبر أو ظروف أحسن للفلسطينيين.
حقَّق الفلسطينيون والمتضامنون مع فلسطين في السنوات الأخيرة انتصارات كبيرة في حملات المقاطعة الأكاديمية والثقافية للمؤسسات الإسرائيلية. وتعززت هذه الجهود إلى حدٍ كبير بفضل حركات سحب الاستثمار الطلابية التي حَدَت بممثلي الطلاب في مختلف أنحاء البلاد إلى التصويت على سحب استثمارات الجامعات من الشركات المتربحة من الاحتلال الإسرائيلي.
لا أحد يستطيع أن يجزمَ ما إذا كانت الانتصاراتُ المتحققةُ حتى الآن ثمرةَ العمل الجماعي الفلسطيني في الولايات المتحدة أم حركة التضامن المتنامية مع فلسطين في الولايات المتحدة، أم كليهما. تُعد حركةُ التضامن مع فلسطين في الولايات المتحدة شبكةً أكثر منها حركة، فهي شبكةٌ فضفاضة تنطوي على القليل من المركزية الهيكلية والسياسية. ومع ذلك فإن مبادئ حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات تشكل مرجعًا ثابتًا لحلفاء الحركة، وتكتسب شرعيتها من القانون الدولي.
يعتمد الكثير من نجاح هذا المجهود على إظهار كيف أن أبعاد النضال المتنوعة في فلسطين ترمز إلى القمع في السياقات العالمية – نهج "النضال المشترك،" الذي يُعيد فلسطين إلى إطار النضال المشترك الذي كان فاعلًا قبل أوسلو، والذي يمكن من خلاله ربط القمع الصهيوني في الأرض الفلسطينية المحتلة بأشكال الاضطهاد التي تواجهها مجتمعات الملونين والسكان الأصليين والمهاجرين في الولايات المتحدة، وشعوب العالم الثالث.
وفي العام 2013، استجابت منظمات التضامن الأكبر والأشهر للنداءات الداعية إلى وضع إطار واستراتيجية أوسع لنضال مشترك.
توصيات سياساتية
- ينبغي لمنظمي أنشطة التضامن مع فلسطين أن يكونوا على دراية تامة بمفهوم الصهيونية، وأن يحصروا هوامش الاشتباك في تناول الخطاب والتمويل الصهيوني والاستثنائية الصهيونية ضمن فضاءات التنظيم الجمعي للحركة. وينبغي لناشطي حركة التضامن أن يبينوا الضررَ الذي تُلحقه الصهيونية بالمجتمعات الأخرى غير الفلسطينية. ومن الأفضل أن يركزوا على دور إسرائيل في القمع حول العالم من أجل ترسيخ حركة عالمية مناهضة للصهيونية.
- من المتوقع أن تحقق حركة التضامن مع فلسطين وحلفاؤها انتصارات من خلال العمل على حملات محلية تهدف إلى فرض عقوبات تربط اضطهاد الفلسطينيين بالدور الذي تؤديه تجارة الأسلحة وبرامج التدريب الأمني الإسرائيلية في السياسة المحلية الأمريكية والنُظم البوليسية المعسكَرة.
- يجب على الفلسطينيين والمتضامنين مع فلسطين أن يوضحوا العلاقة بين فلسطين والحرب على الإرهاب، وكذلك العلاقة بين تصنيف الولايات المتحدة للمجتمعات المتضررة تصنيفًا عرقيًا وبين الوطن العربي.
- لا بد أن تكون إعادة توطيد الأواصر بين أبناء الشعب الفلسطيني عنصرًا حاسمًا في استراتيجيات المنظمات الفلسطينية كافة. وفي الوقت نفسه، ينبغي لمنظمات التضامن أن تقدِّمَ الدعم والموارد والمهارات للتجمعات الفلسطينية كمساهمة في الحركة الأشمل.