ادّعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا في فيديو نُشر على صفحته في فيسبوك أن المطالبة الفلسطينية بتفكيك المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأرض الفلسطينية المحتلة تمثِّل عملاً من أعمال "التطهير العرقي" ضد المستوطنين اليهود الإسرائيليين. تسبب استخدام نتنياهو المصطلح وإسقاطه على المستوطنين بصدمة لدى محللين كثيرين، وأثار جدلًا محمومًا في وسائل الإعلام الدولية. غير أن هذا الخطاب ليس إلا أحدث الشواهد على استراتيجية إسرائيل المتمثلة في الاستيلاء على رواية الضحية من أجل حشد الدعم العام.
- القصد من استخدام نتنياهو المصطلح وإسقاطه على الإسرائيليين اليهود هو التذكير بالتاريخ الطويل لاضطهاد اليهود. وفي حين أن من الأهمية بمكان ألا نغفل عن هذا التاريخ الحقيقي، فإن علينا أن نمحِّص في تعبئة هذه الرواية لنفهم كيف يوصَف اليهود الإسرائيليون بأنهم ضحية، ويُمنَع هذا الوصف عن الفلسطينيين.
- ما انفك الساسةُ الإسرائيليون منذ قيام دولة إسرائيل يستخدمون الروايات التاريخية التي تُعلي شأن الضحية اليهودية وتحطُّ من حياة الفلسطينيين وحقوقهم. وعلى سبيل المثال، شبَّه رئيس الوزراء الأسبق، مناحيم بيغن، الفلسطينيين بالنازيين.
- فيديو نتنياهو حول التطهير العرقي هو الأحدث في سلسلة فيديوهات ضمن حملة ترويجية مؤيدة لإسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي. وكلها حظيت بشعبية لدى أنصار نتنياهو في إسرائيل والولايات المتحدة.
توصيات سياساتية
1. تتطلب استراتيجية إسرائيل الخطابية مشاركةً أكثر فاعلية للفلسطينيين لفضح الإجراءات الإسرائيلية، واستثارة الدعم الدولي. وهذا لا يعني الدخول في معركة عبثية على الأحقية في نيل وصف الضحية في الصراع، وإنما العمل لشن حملة منسقة لدحض المزاعم الإسرائيلية بالأدلة.
2. ينبغي للحملة أن تستخدم الصور ولغة حقوق الإنسان الدولية التي تروق للشعوب والقيادات الغربية. وعليها أن تستند دومًا إلى الأدلة والحقائق والسياق للتصدي لمحاولات التضليل. ولا بد من استخدام تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي لإطلاع وسائل الإعلام السائدة على حقيقة ما يجري في الأرض الفلسطينية المحتلة.
3. ينبغي للنخب السياسية الفلسطينية والموظفين الدبلوماسيين الفلسطينيين أن يحرصوا على أن خطابهم لا يشرعن الخطاب الصهيوني، من خلال استخدام لغةٍ مجازية معادية للسامية عن غير قصد مثلًا.