فرضت الحرب السورية على الفلسطينيين اللاجئين في سوريا عنفًا وبؤسًا ونفيًا للمرة الثانية. وأبرزت كذلك معضلةً أساسية تواجههم، وهي إمّا أن يضطروا إلى الالتزام بحيادهم السياسي بسبب موقفهم الضعيف، وإمّا أن يدعموا النظام رغم دوره المباشر في معاناتهم.
- بالرغم من أن نظامي الأسد الأب والابن دافعا بالكلام عن القضية الفلسطينية على مدار أربعة عقود، فإن دعمهما الفعلي للقضية على الأرض كانت متقلبًا في أحسن أحواله. فقد دأب نظام الأسد في الحرب الجارية على استغلال القضية الفلسطينية لخدمة مصالحه، كما في مناشدته المجتمع الدولي وتحذيراته من حدوث عدم استقرار في إسرائيل إذا أُطيح به.
- حاولت حماس والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية البقاء على الحياد في الحرب السورية، التي أثارت الشقاق والخلاف بين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة والشتات وداخل سوريا. وقد تحالفت فصائل فلسطينية عدة داخل سوريا مع نظام بشار الأسد صراحة.
- يستطيع الفلسطينيون أن يتجاوزوا الخيارَ الزائف بين الحياد وبين دعم النظام وأن يعملوا من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني والسوري بطريقتين: أولًا، من خلال الاعتراف بأن تجربة الفلسطينيين في سوريا تتطلب فهمًا لكيفية تأثرِ هويتهم بعيشهم في سوريا، وثانيًا، الإقرار بأن الحرب السورية تكشف حدود الهيئات التمثيلية الفلسطينية، وتؤكد أهمية تعزيز شبكات التضامن وتوسيعها.
توصيات سياساتية
1. على منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية أن تعيدا النظر في موقفهما المحايد إزاء الفظائع الجماعية التي يرتكبها النظام السوري بحق مواطنيه وبحق الفلسطينيين في سوريا.
2. على حركات التضامن الفلسطينية أن ترفض استيلاء النظام السوري على القضية الفلسطينية، وأن تؤكد التزام شبكات التضامن بحقوق الإنسان والعدالة في كل مكان.
3. على حركات التضامن الفلسطينية أن توصل أصوات الفلسطينيين السوريين وأن تدافع عن حقهم في نيل العدالة وجبر ما وقع عليهم من ضرر في سوريا، وحقهم غير القابل للتصرف في العودة إلى ديارهم في فلسطين.