تصفُ شخصياتٌ مرموقة على الساحة الدولية ما يجري في الضفة الغربية بأنه فصلٌ عنصري، مستشهدين بمميزات من قبيل شبكات الطرق المخصصة للمستوطنين فقط، والمستوطنات المحصَّنة، والجدار العازل. وخرجت في الآونة الأخيرة أصوات بارزة تستخدم هذا المصطلح لوصف وضع الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل.
على الرغم من أن الجنسيةَ الإسرائيلية أُعطيت للفلسطينيين الذين بقوا داخل حدود دولة إسرائيل بعد قيامها في 1948، فإن الجنسية ليست آلية لإدماجهم. وذلك لأن الجنسية والمواطنة في إسرائيل، خلافًا للحال في معظم البلدان، لهما معنى مختلف. وحيث إن الدولة تعرِّف نفسها دستوريًا كدولة يهودية، فإن المواطنية اليهودية تتفوق على مواطنية السكان غير اليهود (ومعظمهم من الفلسطينيين).
يعيش معظم الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل في قرى وبلدات عربية خالصة تعاني اكتظاظًا شديدًا. ولم تُبنَ أي بلدة أو قرية عربية جديدة منذ العام 1948. وإذا ترك الفلسطينيون بلداتهم وقراهم الأصلية، فإنهم مقيدون من حيث شراء الأراضي أو استئجارها.
تسعى دولة إسرائيل إلى إخضاع الفلسطينيين المتواجدين ضمن حدود 1948 بواسطة نظام تعليمي منفصل. تتمتع المدارس الإسرائيلية اليهودية بالاستقلالية من حيث مناهجها الدراسية، بينما تضع وزارة التربية والتعليم مناهجَ المدارس الفلسطينية وتصممها بحيث تركز على التاريخ اليهودي وعلى "القيم" والثقافة اليهودية دون الإشارة إلى التاريخ الفلسطيني/العربي. أمّا رواية النكبة الفلسطينية فهي أصلًا محظورة بموجب القانون.
بالرغم من أن المشاركة الفلسطينية في الكنيست تُساقُ كثيرًا كدليلٍ على تعددية الدولة وديمقراطيتها، فإن أي حزبٍ عربي منذ العام 1948 لم يكن جزءًا في أي ائتلاف حاكم، ولم يصل سوى حفنة من المواطنين الفلسطينيين إلى مناصب وزارية.
لقد قسَّمت النكبةُ الشعبَ الفلسطيني إلى ثلاثة أجزاء: الفلسطينيون المواطنون في إسرائيل، والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، والفلسطينيون في الشتات. والتجزئة هي الأسلوب الأبرز الذي تنتهجه إسرائيلُ لفرض الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني. لذا فإن من الأهمية بمكان أن توضعَ استراتيجيات لتوظيف تحليل الفصل العنصري وتحدي هذه التجزئة.
توصيات سياساتية
- ينبغي للعاملين في مجال القانون الدولي وتحليل السياسات أن يواصلوا السعي لإعمال الحقوق الفلسطينية في إطار الاحتلال العسكري، ولا سيما الاعتراف بالخط الأخضر. ولا بد لصانعي السياسة الفلسطينية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني أن يؤكدوا أن الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل وإخوانهم اللاجئين ليسوا منفصلين عن النضال الفلسطيني العام.
- ينبغي أن تبني القيادات الفلسطينية على الجهود التي تبذلها منظمات غير حكومية مختلفة في الوقت الحاضر من أجل توحيد الشباب الفلسطيني من المجتمعات المجزأة.
- حددت وثائق الرؤية المستقبلية المنشورة في 2006-2007 بجهدٍ جماعي فلسطيني المطالبَ الاجتماعية والسياسية للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل. إن توسيعَ نطاق هذه الرؤية لتشمل ما وراء الخط الأخضر وتحويلها إلى مطلب لإنهاء الفصل العنصري والتجزئة القسرية يجب أن يحتل دورًا محوريًا في النضال التحرري الفلسطيني.