Hawari_Image_Apr_2024 - 6

منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتلت القوات الإسرائيلية ما يزيد على 40,000 فلسطيني في غزة، وجرحت 100,000 آخرين، وشرَّدت كامل سكان المنطقة المحتلة تقريبًا. وفي ذات الوقت، قتلت قوات الاحتلال والمستوطنون ما يزيد من 600 فلسطيني في الضفة الغربية، واعتقلت أكثر من 10,900 آخرين ضمن أوسع اجتياح للضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية. كما وسعت إسرائيل نطاق هجومها الإبادي الجماعي في لبنان، مما أسفر عن استشهاد ما يزيد على ألف شخص ونزوح أكثر من مليون آخرين.

لا تعكس هذه الأرقام المقدار الحقيقي للدمارَ الهائل الذي ألحقته إسرائيل على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية. بل إن الإحصاءات وحدها لا تمثل سوى جزء ضئيل، في أفضل تقدير، من أهوال الإبادة الجماعية. ففضلًا على أنها تختزل شعبًا بأكمله في أرقام مجردة، فإنها قاصرة عن بيان الأسباب الجذرية للإبادة الجماعية، أو ديناميات القوة السائدة، أو التأثير بعيد الأمد على الشعب الفلسطيني بأكمله.

يُبرز هذا المحور السياساتي مساعي الشبكة في الاستجابة لملء هذه الفجوات بالاعتماد على تحليلات فلسطينية من أعضاء شبكتنا السياساتية والضيوف المساهمين. من وضع أحداث السابع من أكتوبر في سياق أوسع للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، إلى استجواب آلة الحرب الإسرائيلية متعددة الأوجه، إلى تقييم العلاقات الإقليمية المتغيرة بسرعة. هذه المجموعة من الأعمال تعكس جهد الشبكة المستمر في تقديم رؤية فورية للوضع الفلسطيني.

تأطير السابع من تشرين الأول/أكتوبر وتداعياته وإمكانياته المستقبلية

يربط محللو الشبكة بين أهمية عملية حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وبين رد فعل النظام الإسرائيلي. تَردُّ المنشورات المذكورة أدناه، في مجملها، على القول الخاطئ بأن هذه الخطوة كانت “غير مبررة”، وبالتالي فإن رد فعل إسرائيل كان متناسبًا. وتضعها في سياق المقاومة المستمرة للاستعمار الاستيطاني الصهيوني وكلحظة انفجار في إطار التقسيم المفروض منذ زمن بعيد على الشعب الفلسطيني. يربط أعضاء الشبكة كذلك الإبادةَ الجماعية الإسرائيلية التي تلت السابع من تشرين الأول/أكتوبر بالهدف النهائي للنظام الإسرائيلي المتمثل في محو الفلسطينيين، ويطرحون اعتبارات لمستقبل غزة والنضال الفلسطيني.

آلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية

تواصل إسرائيل توظيف مجموعة من الاستراتيجيات المتطورة لاستدامة آلة الإبادة الجماعية. وقد تناول محللو الشبكة على مدار العام الماضي سُبلَ إسرائيل في تسخير حملات التضليل الإعلامي والمناورات الدبلوماسية لتبرير الإبادة الجماعية والتعتيم عليها، وممارساتها العنيفة الأخرى مثل الاغتيالات المستهدفة. وأبرزوا أيضًا معاملةَ إسرائيل لقطاع غزة كحقل تجارب للأسلحة المخصصة للتصدير العالمي، وحملةَ النظام الإسرائيلي الهادفة إلى تقويض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى (الأونروا) – إحدى المؤسسات الحيوية التي تقدم خدمات منقذة للحياة للاجئين الفلسطينيين. تساهم هذه الأساليب في التعتيم على  العدوان الإسرائيلي المتوسع على غزة، وصرف الانتباه عن هجومها المتصاعد على الضفة الغربية، والذي غالبًا ما يتجاهله المجتمع الدولي رغم أنه جزءٌ لا يتجزأ من الإبادة الجماعية. تُبين التحليلات التالية في مجملها الطابعَ المتعددَ الأوجه لأجندة الإبادة الجماعية الإسرائيلية من خلال التلاعب والتوسع الاستعماري والتضليل الإعلامي الاستراتيجي.

تُبرز هذه المنشورات كيف اضطلعَ الفاعلون الغربيون بدورٍ مهم في تأجيج الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وذلك من خلال الروايات والتغطية الإعلامية التي تكرس الصور النمطية الخطيرة، وتطمس حقيقة الإبادة الجماعية، وتحويل المساءلة. تنتقد هذه الأعمال أيضا التواطؤَ الغربي المادي من خلال مبيعات الأسلحة لإسناد العمليات العسكرية الإسرائيلية، وأيضًا من خلال مشاريع البنية التحتية المؤقتة، مثل رصيف غزة العائم الذي أنشأته الولايات المتحدة، والتي تعكس طموحات استعمارية أوسع في المنطقة. وفي الوقت نفسه، يشارك الفاعلون الغربيون أيضًا في القمع المستمر لحركات التضامن مع فلسطين حول العالم. وتبين هذه التحليلات في مجملها الطرق المختلفة التي تُسهم من خلالها الإجراءات والسياسات الغربية في العدوان المستمر على غزة وعلى فلسطين عمومًا.

التطورات الإقليمية

عكفَ محللو الشبكة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 على البحث في دور العالم العربي في الإسهام في الإبادة الجماعية في غزة وكذلك في مقاومتها. ويُبرزون في المنشورات المختارة أدناه كيف قوضت بعض الدول العربية المقاومةَ الفلسطينية والتضامنَ الإقليمي، وأسهمت في التطهير العرقي المستمر الذي تنتهجه إسرائيل. وتتناول هذه التحليلات تواطؤَ تلك الدول في إرساء بيئة إقليمية مواتية للعدوان الإسرائيلي، بما في ذلك تداعيات صفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية الوشيكة. وتتناول أيضًا الوضع المأساوي للناجين من الإبادة الجماعية الفلسطينية في مصر وتأثير التوترات المتنامية بين إيران وإسرائيل على الجغرافيا السياسية الإقليمية. وتبين هذه الأعمال في مجملها كيف أثّرت تصرفات الدول العربية على ديناميات سياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية والاستجابة الإقليمية الأوسع.

للاطلاع على تحليلات أكثر، اضغطوا هنا للوصول إلى مجموعة من الأعمال ذات الصلة التي تضع الإبادة الجماعية في غزة في سياقها الأوسع.

" الشبكة: شبكة السياسات الفلسطينية" هي منظمة مستقلة، غير حزبية ولا تبتغي الربح. توالف الشبكة بين محللين فلسطينيين متنوعي التخصصات من شتى أصقاع العالم بهدف إنتاج...

أحدث المنشورات

في 26 أيار/مايو 2025، تم إطلاق نظام توزيع المساعدات الجديد المدعوم من إسرائيل في غزة، الذي يجري تأمينه من قِبَل شركات أمنية أمريكية خاصة. تسبب هذا النظام في قتل أكثر من 100 فلسطيني، أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات الواقعة قرب مواقع عسكرية على حدود رفح، وسط ظروف غير إنسانية. وتُثير هذه الخسائر الفادحة تساؤلات مهمة حول سلامة نظام المساعدات الجديد ودور الشركات الأمنية الأمريكية التي تعمل تحت إشراف مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي. يُبيّن هذا الموجز السياساتي أن خصخصة المساعدات والأمن في غزة تمثّل انتهاكًا للمبادئ الإنسانية الأساسية، إذ تُحوِّل المساعدات إلى أداة للسيطرة السياسية، والتطهير العرقي، وإدامة الاستعمار. كما تهدّد حياة الفلسطينيين من خلال ربط الحصول على المساعدات بظروف قسرية، وتسهيل التهجير القسري، وتوفير غطاء قانوني وأخلاقي لانتهاكات الاحتلال. كذلك، تُسهم هذه الخصخصة في تهميش وتقويض دور المؤسسات المحلية والدولية، وعلى رأسها الأونروا، التي لعبت دورًا محوريًّا في دعم اللاجئين الفلسطينيين في غزة طوال عقود.
الشبكة جودة
صفاء جودة· 10 يونيو 2025
 المجتمع المدني
بينما تقود الولايات المتحدة وحلفاؤها هجومًا واسعًا على القانون الدولي من أجل حماية النظام الإسرائيلي من المساءلة على جريمة الإبادة الجماعية، أشعل الغضبُ العالمي فتيل موجةٍ استثنائية من التضامن والحراك المنظم الداعم لفلسطين. فقد خرج ملايين المتظاهرين إلى الشوارع في حركةٍ احتجاجية واسعة النطاق تعكس تحوُّلًا عميقًا في الوعي العام. وأدت المبادرات الشعبية العديدة المتنامية إلى ترسيخ المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في النضال العالمي من أجل العدالة. يتناول هذا المحور السياساتي تحليلًا لكيفية تنامي التضامن مع القصية الفلسطينية وإعادة تشكُّله حول العالم. ويسلط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه الحركة في ظل حملة قمع شرسة ضد الحراك المؤيد لفلسطين، إلى جانب الإستراتيجيات المبتكرة من أجل مجابهة هذا القمع. تضم هذه المجموعة من الكتابات تحليلات لخبراء في مجالات حقوق الإنسان وصنع السياسات وفي الأوساط الأكاديمية تتناول سبل ترسيخ هذا التضامن وتحويله إلى قوة سياسية فعالة ومستدامة.
 السياسة
بعد مرور أكثر من عام ونصف من القتل الإسرائيلي الممنهج والإبادة الجماعية التي خلَّفت دمارًا شاملًا وألمًا لامنتهيًا، يصعب الحديث عن مستقبل غزة وسبل إعادة الإعمار، كما يبدو إحياء غزة واسترجاع أشكال الحياة المفقودة فيها صعبًا إن لم يكن مستحيلًا وسط تعثر المفاوضات، وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار، والقصف المستمر على البشر والحجر. ولكن تفرض علينا ظروف وتبعات الإبادة الجماعية ومخططات الترحيل القسري، التي تحاول الإدارة الأمريكية -بوقاحة- فرضها كأمر واقع، ضرورة التركيز في إعلاء صوت سياساتي فلسطيني نقدي لوضع غزة ومستقبلها.  في الوقت الذي يسعى فيه فاعلون غير فلسطينيين إلى فرض رؤيتهم لما بعد الحرب، يناقش محللو الشبكة: طلال أبو ركبة، محمد الحافي، وعلاء الترتير، في هذا التعقيب ضرورة التمركز في رؤية فلسطينية قائمة على الوحدة وحق تقرير المصير. ويشدد الكُتّاب على أن إعادة الإعمار السياسي، وليس فقط المادي، هو أمر جوهري للبقاء الجماعي والتحرر الوطني.
Skip to content